إن مما يشاهد في زماننا عزوفَ كثيرٍ من طلاب العلم عن كثير من أبواب الدين التي هم بأمس الحاجة إليها، كأبواب الأدب الشرعي وأبواب الفتن والرقاق والزهد، ويندر أن تجد من يعتني بها؛ لأن همهم متجه إلى المسائل العلمية، والذي يحدو ويسوق طالب العلم للعمل إذا عرف هذه الأحكام الشرعية العملية هي هذه النصوص التي هي كالسياط لطالب العلم أن يعمل بهذا العلم، ومجرد معرفة هذا حلال وهذا حرام من غير ملامسة للقلب وتأثير فيه، هذه توقع طالب العلم في الغفلة والجفاء وللأسف الشديد، وهذا ملاحظ على بعض من ينتسب إلى العلم، ومن أهل العلم من يرى أن العلم الذي لا يبعث على العمل ولا يحدو إليه، لا يستحق أن يسمى علماً.