ليس الصيام في الإسلام من أجل تعذيب النفس؛ بل لتربيتها وتزكيتها، والصيام يُنمّي لدى الصائم مَلَكَة المراقبة، فهو يمتنع عن ملاذ الدنيا وشهواتها، وما يمنعه من ذلك سوى اطلاع الله تعالى عليه ومراقبته له، فلا جرم أنه يحصل له من تكرار هذه الملاحظة المصاحِبة للعمل مَلَكَة المراقبة لله تعالى، والحياء منه سبحانه أن يراه حيث نهاه، وفي هذه المراقبة من كمال الإيمان بالله تعالى، والاستغراق في تعظيمه وتقديسه: أكبر مُعدٍّ للنفوس، ومؤهل لها لضبط النفس ونزاهتها في الدنيا ولسعادتها في الآخرة.