يمكن تقسيم الآيات الواردة في الفتن في القرآن الكريم إلى قسمين رئيسيين:
- القسم الأول: الآيات الواردة في الفتن العامة، وهي التي تضرب سنام الدين، وتكسر قناته، وتنقض عرى التوحيد عروة عروة، وهي أخطرها على الإسلام وأهله، يقول الله جل وعلا: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: ١٩١ ] فالفتنة أكبر من القتل، وحينئذٍ يصبر المسلم على قتله وإراقة دمه وإزهاق روحه خشية هذه الفتنة التي هي الردة عن الإسلام -نسأل الله السلامة والعافية-، ومعنى الفتنة في هذه الآية: الشرك، وهو قول عامة السلف.
- القسم الثاني: الآيات الواردة في الفتن الخاصة التي تكون في أفراد الناس من الأنبياء والأتقياء والصالحين اختبارًا وامتحانًا وابتلاء من الله جل وعلا لهم، يقول الله جل وعلا: {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [ العنكبوت: ١ - ٣ ] أي أحسب الناس أن يؤمنوا وهم لا يختبرون ويمتحنون!.