هذا الذي ينام عن الصلوات، ينام عند الظهر يعني قبل صلاة العصر ولا يستيقظ إلا عند العشاء، وتفوته الصلوات: العصر والمغرب، قد يدرك وقت الظهر ويصليها في وقتها، ويدرك صلاة العشاء، وحينئذٍ لا يفوته إلا العصر والمغرب، فهو يسأل عن جمعِ العصر جمع تقديمٍ مع الظهر قبل أن ينام، وعن جمعِ المغرب مع العشاء جمع تأخيرٍ بعدما يستيقظ، هذا لا يجوز له بحال، والنوم ليس بمبرر، لكن بإمكانه أن يُعدّل وقت عمله أو أن يتحمل، فإذا صلى الظهر في أول وقتها بعد زوال الشمس ثم نام ولم يستيقظ لصلاة العصر إلا قبل غروب الشمس وقبل اصفرارها توفر عنده وقت للنوم، لكن لا ينبغي أن يترك الصلاة مع الناس في المسجد ويكون هذا ديدنه وعادته من أجل عمله، لا بد أن يصحح وضعه، فالدِّين مُقدَّم، وهو إنما خُلِق لتحقيق العبودية لله -جل وعلا-، نعم، قد يكون عمله مما يُحتاج إليه وحينئذٍ يُعذر في هذه الحالة، لكن الجمع لا يجوز بحال، ويبقى أن مثل هذا عليه أن يستحضر أن الهدف الذي من أجله خُلق هو تحقيق العبودية لله -جل وعلا-، فعليه أن يهتم بصلاته التي هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، والدنيا أمرُها سهل يأتي، ومن تَرك شيئًا لله عوّضه الله خيرًا منه.