التوراة والإنجيل والقرآن: هذه الكُتُبُ الثلاثةُ هي أعظمُ الكُتُبِ المُنَزَّلَةِ، والقرآنُ أفضلُ الكُتُبِ المُنَزَّلَةِ وإنْ كَانَ الجميعُ كلامَ اللهِ، فهي بِاعتبارِ القائلِ فضلها واحدٌ، وكذلك لا مُفاضَلَةَ بهذا الاعتبار بينَ سُوَرِ القرآنِ ولا آياتِ القرآنِ، وأمَّا بِاعتبارِ القوْلِ ومضمونِه فيَتَفَاوَتُ لا سِيَّما الآياتُ أوِ السورُ التي وَرَدَت فيها نصوصٌ تَدُلُّ على فضلِها كسورةِ الفاتحةِ وآيةِ الكُرسيِّمِمَّا صَحَّ عَنِ النبيِّ -ﷺ-، وهذا يَقُولُ بِهِ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ وغيرُه مِنْ أهلِ العلمِ. ومِنهم مَنْ مَنَعَ التفاضل؛ لأنَّهُ ليسَ في كلامِ اللهِ -جَلَّ وعَلا- فاضِلٌ ولا مفضولٌ بلْ كُلُّهُ فاضِلٌ؛ لأنَّهُ يَتَرَتَّبُ على هذا التفضيلِ انْتِقاصُ المفضولِ، وإذا أدَّى إلى ذلك مُنِعَ في حقِّ مَنْ يَتَوَهَّمُ ذلك.