قرَنَ شيخ الإسلام –رحمه الله- بينَ العبوديةِ والرسالةِ في قوله: (عبدُه ورسولُه)؛ لأن اللهَ وصفَه في أشرفِ المواقفِ والمقامات بأنه عبدُه، والرسالةُ وظيفتُه -ﷺ-، فبقوله: (عبده) يُبيِّنُ أنه عبدٌ مربوبٌ للهِ، لا يجوزُ أن يُصْرَفَ له شيءٌ من خصائصِ الربِّ –سبحانه وتعالى- ليردَّ بذلك على الغُلاةِ. وبقوله: (رسولُه) يُبيِّنُ أنه رسولٌ مرسلٌ من عند الله؛ ليردَّ بذلك على الجُفاةِ، ففي الجمعِ بينَ العبوديةِ والرسالةِ توسطٌ في الأمورِ، وهذا هو الذي وفَّقَ اللهُ له أهلَ السنةِ والجماعةِ فلم يَغْلوا في النبيِّ -ﷺ-، وامتثلوا قولَه: «لا تُطْروني كما أَطْرَتِ النصارى ابنَ مريمَ» [البخاري: 3445] ، وقولَه -ﷺ-: «إيَّاكم والغلوَّ» [النسائي: 3057]، ولم يجفوا في حقه-ﷺ-، بل حفظوا له حقه من غير غلو ولا جفاء.