في الحديث: «أنتَ الأوَّلُ فليسَ قبلَك شيءٌ» [الترمذي: 3400] فَسّرَ (الأوَّلَ) بِأنَّهُ ليسَ قبلَه شيءٌ، وبعضُهم يُطلِقُ على الربِّ -جَلَّ وعَلا- (القديمَ) وهو ليسَ لفظًا شرعيًا؛ لأنَّ القِدَمَ نِسْبِيٌّ لا يَدُلُّ على الأوَّلِيَّةِ المطلقةِ كـ(الأوَّلِ)، بلْ قدْ يَدُلُّ على أوَّلِيَّةٍ نِسْبِيَّةٍ، والمُرادُ بِأوَّلِيَّةِ اللهِ -جَلَّ وعَلا- الأوَّلِيَّةُ المطلقةُ. قدْ يَقُولُ قائلٌ: إطلاقُ القديمِ على اللهِ -جَلَّ وعَلا- قدْ يَدُلُّ عليهِ قولُهُ –صلى الله عليه وسلم- في الحديثِ: «أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم» [أبو داود: 466] وقدْ تَتَابَعَ على إطلاقِه كثيرٌ مِنْ أهلِ العلمِ، وأحيانًا يُطلِقُ شيخُ الإسلامِ لفظَ القديمِ لكنْ يُقرِنُهُ بِالأَزَلِيِّيَعْنِي: غير المُتَنَاهِي في القِدَمِ، فإذا عُبِّرَ عَنِ الشيءِ بِما يَدُلُّ عليهِ بِحيثُ لا يُترَكُ مجالٌ للشَكِّ والريْبِ أوِ الاحتمالِ فلا مانِعَ، ويَنْبَغِي للإنسانِ أنْ يَتَقَيَّدَ بِما وَرَدَ في النصوصِ، لكنْ إذا انْتَفَى المحذورُ فالأمرُ فيه شيءٌ مِنَ السَعَةِ.