التعليق على تفسير القرطبي - سورة الشرح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، قال الإمام القرطبي- رحمه الله تعالى-:
" سورة ألم نشرح مكية في قول الجميع، وهي ثماني آيات، بسم الله الرحمن الرحيم، قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَك}[الشرح:1] شرح الصدر فتحه أي ألم نفتح صدرك للإسلام؟ وروى.. "
الشرح كما يطلق على الحسي يطلق أيضًا على المعنوي، وهنا يحتمل الأمرين.
" وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: ألم نليّن لك قلبك؟ وروى الضحاك عن ابن عباس قال: قالوا: يا رسول الله، أينشرح الصدر؟ قال: «نعم وينفسح»، قالوا: يا رسول الله، وهل لذلك علامة؟ قال: «نعم، التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاعتداد للموت قبل»."
الاعتداد يعني الاستعداد.
"«قبل نزول الموت»."
مخرّج؟ ماذا يقول؟
طالب: ................
نعم.
" وقد مضى هذا المعنى في الزمر عند قوله تعالى. "
الحديث وإن كان ضعيفًا إلا أن معناه صحيح، يعني ما معنى أن الإنسان إذا أقبل على الآخرة وأعرض عن الدنيا وتجافى عنها انشرح قلبه وانفسح صدره واطمأن ورضي بما آتاه الله، لا شك أن المعنى صحيح، وإن كان الخبر فيه ضعف.
" عند قوله تعالى: { أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ } [الزمر:22]، وروي عن الحسن قال: { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَك} [الشرح:1] قال: مُلئ حكمًا وعلمًا. وفي الصحيح عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رجل من قومه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فبينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلاً يقول: أحد الثلاثة»."
يعني هو أحد الثلاثة.
"«فأُتيت بطست من ذهب فيها ماء زمزم، فشرح صدري إلى كذا وكذا»، قال قتادة: قلت: ما يعني؟ قال: إلى أسفل بطني قال: فاستخرج قلبي فغُسل قلبي بماء زمزم، ثم أعيد مكانه، ثم حشي إيمانًا وحكمة»، وفي الحديث قصة، وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «جاءني ملكان في صورة طائر معهما ماء وثلج، فشرح أحدهما صدري، وفتح الآخر بمنقاره فيه فغسله»، وفي حديث آخر قال: «جاءني مَلك فشق عن قلبي، فاستخرج منه عُذْرَةً، وَقَالَ: قَلْبُكَ وَكِيعٌ، وَعَيْنَاكَ بَصِيرَتَانِ، وَأُذُنَاكَ سَمِيعَتَانِ، أَنْتَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، لِسَانكَ صَادِقٌ، وَنَفْسُكَ مُطْمَئِنَّةٌ، وَخُلُقُكَ قُثَمٌ، وَأَنْتَ قَيِّمٌ». قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: قَوْلُهُ: وَكِيعٌ أَيْ يَحْفَظُ مَا يُوضَعُ فِيهِ. يُقَالُ: سِقَاءٌ وَكِيعٌ، أَيْ قَوِيٌّ يَحْفَظُ مَا يُوضَعُ فِيهِ. وَاسْتَوْكَعَتْ مَعِدَتُهُ، أَيْ قَوِيَتْ وَقَوْلُهُ: قُثَمٌ أَيْ جَامِعٌ. يُقَالُ: رَجُلٌ قَثُومٌ لِلْخَيْرِ، أَيْ جَامِعٌ لَهُ. ومعنى {أَلَمْ نَشْرَحْ}[الشرح:1] قد شرحنا. "
الخبر مخرّج؟
طالب: ................
ماذا يقول؟
طالب: ................
آخر واحد.
طالب: ................
الذي قبله الطائر.
طالب: ................
نعم، معروف.
طالب: ................
لا، شق الصدر معروف في الصحيح وغيره.
" ومعنى {أَلَمْ نَشْرَحْ } [الشرح:1] قد شرحنا الدليل على ذلك، قوله في النسق عليه: {وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَك} [الشرح:2] فهذا عطف على التأويل لا على التنزيل؛ لأنه لو كان على التنزيل لقال: ونضع عنك وزرك، فدل هذا. "
على اللفظ لو كان على لفظ المضارع {أَلَمْ نَشْرَحْ } [الشرح:1] لو كان على لفظه لجاء الثاني ونضع عنك وزرك لصار مضارعًا مثله، دل على أن {أَلَمْ نَشْرَحْ }[الشرح:1] يعني شرحنا، مما يدل له الواقع أن حادثة شق الصدر هذه قبل نزول السورة، وكذلك شرح صدره للإسلام والإيمان كان قبل نزول السورة.
" فدل هذا على أن معنى {أَلَمْ نَشْرَحْ }[الشرح:1] قد شرحنا. "
و(ألم) استفهام تقريري لما مضى، أنت إذا قلت لزيد من الناس: ألم أعطك كذا؟! أنت تعطيه أم مستقبلاً تريد أن تعطيه أم في شيء مضى؟ تقرره لشيء مضى.
" ولم جحد، وفي الاستفهام طرف من الجَحد. "
نعم؛ لأن الاستفهام قد يأتي للإنكار، لكنه هنا {ألم} لا شك أنها للتقرير دخل عليها الاستفهام التقريري.
" وإذا وقع جحد رجع إلى التحقيق كقوله تعالى: { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِين} [التين:8] ومعناه. "
يكون الجواب بلى، { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِين} [التين:8] جوابه بلى، وكذلك {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَك} [الشرح:1] جوابه بلى.
" ومعناه الله أحكم الحاكمين، وكذا {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر:36]، ومثله قول جرير يمدح عبد الملك بن مروان:
ألستم خير من ركب المطايا |
|
وأندى العالمين بطون راح |
المعنى: أنتم كذا قوله تعالى: {وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَك} [الشرح:2] أي حططنا عنك ذنبك، وقرأ أنس: وحللنا وحططنا، وقرأ ابن مسعود: وحللنا عنك وقرك، هذه الآية مثل قوله تعالى: { لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} الفتح:2 قيل: الجميع كان قبل النبوة، والوزر الذنب أي وضعنا عنك ما كنت فيه من أمر الجاهلية؛ لأنه كان -صلى الله عليه وسلم- في كثير من مذاهب قومه وإن لم يكن عبد صنمًا ولا وثنًا، قال قتادة والحسن والضحاك: كانت للنبي -صلى الله عليه وسلم- ذنوب أثقلته فغفرها الله له. { الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَك} [الشرح:3] أي أثقله حتى سُمع نقيضه أي صوته، وأهل اللغة يقولون: أنقض الحِمل ظهر الناقة إذا سمعت له صريرًا من شدة الحَمل، وكذلك سمعتُ نقيض الرحل أي صريره، قال جميل:
وحتى تداعت بالنقيض حباله |
|
وهمّت بَواني زوره أن تحطمَ |
بواني زوره أي أصول صدره، فالوزر الحمل الثقيل، قال المحاسبي: يعني ثقل الوزر لو لم يعفُ الله عنه.. "
وزره -عليه الصلاة والسلام- موضوع عنه ومغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، على خلاف بين أهل العلم: هل يقع منه الذنب أو المراد به الغفلة؟ لأنها بالنسبة له الغفلة عن ذكر الله «إنه ليغان على قلبي»، وأما بالنسبة للذنوب قبل الرسالة فالخلاف فيها قوي، وأنه كان يزاول ما يزاوله قومه غير أنه لم يعبد صنمًا، ولم يشرب خمرًا، ولم يرتكب فاحشة، أما ما عدا ذلك من الذنوب فمنهم من يثبتها ولا ضير عليه قبل النبوة؛ لأنه غير مُكلف بشيء، أما بعد النبوة فالإجماع قائم على أنه معصوم، والذنب حينئذٍ إما أن يُحمل على خلاف الأولى، أو يقال: يراد به الغفلة بالنسبة له شيء، وإن لم تكن شيئًا بالنسبة لغيره، حتى إنه كان يقول: «إنه ليغان على قلبي حتى إني أتوب إلى الله وأستغفره في المجلس الواحد أكثر من سبعين مرة، في اليوم الواحد أكثر من مائة مرة» فهي منازل، فغفلته -عليه الصلاة والسلام- ذنب بالنسبة له، وبعض الناس الصغائر بالنسبة لهم ليست بشيء، وبعض الناس الصغائر مؤثرة فيهم، كما يقرر أهل العلم أن حسنات الأبرار سيئات المقربين.
طالب: ................
قريبًا منها تفسرها.
"{الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَك} [الشرح:3] أي أثقله وأوهنه قال: وإنما وُصفت ذنوب الأنبياء بهذا الثقل مع كونها مغفورة؛ لشدة اهتمامهم بها وندمهم منها وتحسرهم عليها، وقال السدي. "
نعم من منازل الناس، الأتقياء من الناس إذا فعل الصغيرة كأنها جبل يرى أنه يسقط عليه، وبعض الناس إذا فعل الفاحشة والكبيرة كأنها ذباب وقع على أنفه فطرده، الناس يتفاوتون في نظرتهم إلى الذنوب، وفي خشيتهم من الله- جل وعلا-.
" وقال السدي: { وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَك} [الشرح:2] أي وحططنا عنك ثقلك. وهي قراءة عبد الله بن مسعود: وحططنا عنك وقرك. وقيل: أي حططنا عنك ثقل آثام الجاهلية، قال الحسين بن الفضل يعني الخطأ والسهو. وقيل: ذنوب أمتك أضافها إليه؛ لاشتمال قلبه. "
لاشتغال.
" لاشتغال قلبه بها، وقال عبد العزبز بن يحيى وأبو عبيدة: خففنا عنك أعباء النبوة، والقيام بها حتى لا تثقل عليك، وقيل: كان في الابتداء يثقل عليه الوحي حتى كاد يرمي بنفسه من شاهق الجبل، إلى أن جاءه جبريل وأراه نفسه، وأزيل عنه ما كان يخاف من تغير العقل، وقيل: عصمناك عن احتمال الوزر وحفظناك قبل النبوة في الأربعين من الأدناس حتى نزل عليك الوحي وأنت مطهر من الأدناس. "
المحفوظ وإن كان فيه كلام في البخاري أنه لما انقطع عنه الوحي في بلاغ الزهري، أنه كان يخرج بنفسه حتى يكاد يرمي بنفسه من شواهق الجبال، لما انقطع عنه الوحي، وهنا يقول: كان في الابتداء يثقل عليه الوحي حتى كاد يرمي بنفسه من شاهق الجبل، نعم { {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} [المزمل:5] فالقول ثقيل بلا شك، وكان يعجل به ويسابق جبريل؛ لئلا يفوته شيء {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَه*فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَه}[القيامة: ١٦ - ١٧] ، وضمن له حفظ القرآن، ثم صار يستمع، فإذا ذهب جبريل قرأه -عليه الصلاة والسلام-.
"قوله تعالى: { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك} [الشرح:4] قال مجاهد: يعني بالتأذين، وفيه يقول حسان بن ثابت:
أغر عليه للنبوة خاتم |
|
من الله مشهود يلوح ويشهد |
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه |
|
إذا قال في الخمس المؤذن أشهد" |
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله.
" وروي عن الضحاك عن ابن عباس قال: يقول له: لا ذكرتُ إلا ذكرتَ معي في الأذان والإقامة والتشهد ويوم الجمعة على المنابر ويوم الفطر ويوم الأضحى وأيام التشريق ويوم عرفة وعند الجمار وعلى الصفا والمروة وفي خطبة النكاح وفي مشارق الأرض ومغاربها، ولو أن رجلًا عبد الله- جل ثناؤه- وصدّق بالجنة والنار وكلِّ شيء، ولم يشهد أن محمدًا رسول الله، لم ينتفع بشيء، وكان كافرًا، وقيل: أي أعلينا ذكرك فذكرناك في الكتب المنزلة على الأنبياء قبلك، وأمرناهم بالبشارة بك، ولا دين إلا ودينك يظهر عليه، وقيل: رفعنا ذكرك عند الملائكة في السماء وفي الأرض عند المؤمنين، ونرفع في الآخرة ذكرك بما نعطيك من المقام المحمود وكرائم الدرجات. "
هذا حديث ابن عباس.
طالب: ................
ما خُرِّج؟! حديث ابن عباس يقول: لا ذكرت على أنه موقوف من كلام ابن عباس؟!
طالب: ................
" أبدًا هذا في التفسير، وله حكم الرفع، وما فيه إشكال، والواقع ما فيه شك أن معناه صحيح؛ لأن الله- جل وعلا- لا يذكر إلا ويذكر معه النبي -عليه الصلاة والسلام- أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، وتشاهدون في محاريب المسلمين وفي غيرها حتى في الحرمين وغيرهما تجدون دوائر في الحوائط متوازية، واحد مكتوب عليه (الله)، وواحد مكتوب عليه (محمد)، وبعض الناس يقول: إن هذا إنزال للنبي -عليه الصلاة والسلام- بمثل منزلة الله- جل وعلا-، لكن {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك}[الشرح:4]، والأحاديث كلها تشهد على أن مثل هذا لا بأس به. "
طالب: .... يا الله يا محمد .......
لا، الشرك شرك، لا لا، هذا شرك؟
طالب: ................
لا، هو الإشكال في كونه يذكر موازيًا لاسم الله- جل وعلا- قالوا: إن هذا فيه نوع مشابهة، والآية {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك}[الشرح:4]، و«ما ذكرت إلا وذكرت معي»، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، تخفف من هذا؛ لأن فيه أصلًا، لكن الإشكال حينما يكتب (الله المليك الوطن) بسطر هذا الذي لا وجه له ألبتة، هذا الذي تشريك ظاهر.
طالب: ................
نعم، ذكروا هذا- نسأل الله العافية- هذا ضلال- نسأل الله العافية- ضلال مبين.
طالب: ................
نعم، هذه في الأذان عندهم دين مستقل ما هم تبعنا، دين مستقل لا ينتمون إلينا.
طالب: ................
الأمر أسهل لكن مع ذلك، مما يدل على أن الاهتمام بالوطن والمليك مثل الاهتمام بالله بحيث يرفع في الأماكن الشهيرة مثل المداخل كبيرة، هذا لا يجوز.
طالب: ................
لا يترتب عليها حكم، وليس فيها أجر، مجرد الاسم المجرد هذا ليس فيه أجر، أنت تقول: الله الله، وبعد فهذا كلام غير مفيد حتى تضيف إليه شيئًا؛ لأن الخبر هو الجزء المتم للفائدة، واللفظ المجرد بدون خبر ما فيه فائدة، لا بد أن تضيف إليه شيئًا تخبر به عنه.
" قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}[الشرح:5-6]أي إن مع الضيق.. "
الآن في كثير من المسلمين، في كثير من الأقطار يرددون الأسماء الحسنى مجردة، مع أنه لم يثبت فيها خبر، يعني المرفوع من التسعة والتسعين عند الترمذي وابن حبان ضعيف، الثابت في الصحيحين «إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة»، هذا الثابت، لكن تسمية التسعة والتسعين ما ثبت فيها خبر جمّعوها من الأحاديث ومن الآيات، وجعلوها مع أنها في الحقيقة أكثر من تسعة وتسعين، بدليل الحديث: «سميت به نفسك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك»، مما يدل على أن هنالك أسماء لا يعرفها الناس، وإحصاؤها ليس المراد تكرارها بألفاظها المجردة: الله العزيز الحكيم العليم الخبير، إنما يراد بها معرفة معانيها ومدلولاتها والإفادة منها، ودعاء الله بها، ومن أنفع ما يقرأ في هذا الباب ما كتبه ابن القيم في النونية في الأسماء الحسنى، حيث ضبط معانيها وأتقنها في كلام لا نظير له.
" أي إن مع الضيقة والشدة يسرًا أي سعة وغنى، ثم كرر فقال: { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح:5] فقال قوم: هذا التكرير تأكيد للكلام كما يقال: ارم ارم، اعجل اعجل، قال الله تعالى.. "
تكرار لفظي أو تأكيد لفظي.
" قال الله تعالى: {كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُون* ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُون} [التكاثر: ٣ - ٤] ونظيره في تكرار الجواب: بلى بلى، لا لا، وذلك للإطناب والمبالغة، قاله الفراء، ومنه قول الشاعر:
هممت بنفسي بعض الهموم |
|
فأولى لنفسي أولى لها |
وقال قوم: إن من عادة العرب إذا ذكروا اسمًا معرفًا ثم كرروه، فهو هو، وإذا نكّروه ثم كرروه فهو غيره، وهما.. "
إذا أعيد معرفة فالمراد هو الأول، وإذا أعيد نكرة فهو غيره، إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً* فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}[المزمل:15-16]هو نفس الرسول الأول، لكن لو أعيد نكرة لكان غيره، وهنا العسر معرفة فهو هو، واليسر نكرة فهو غيره، ولذا جاء: «لن يغلب عسر يسرين».
" ثم كرره فهو غيره، وهما اثنان ليكون أقوى للأمل وأبعث على الصبر، قاله ثعلب، وقال ابن عباس: يقول الله تعالى: خلقت عسرًا واحدًا، وخلقت يسرين، ولن يغلب عسر يسرين، وجاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه السورة أنه قال: «لن يغلب عسر يسرين»."
ماذا قال عنه؟
طالب: ................
لا، ضعيف واه مرفوع ما يثبت.
طالب: ................
أين؟
طالب: ................
جارٍ على القاعدة، هذه قاعدة مقررة في اللغة، وقررها أئمة اللغة، ما فيها إشكال، إن شاء الله.
" وقال ابن مسعود: والذي نفسي بيده لو كان العسر في حجر لطلبه اليسر حتى يدخل عليه. "
أو في جحر؟ أنا عندي حجر مثلك، لكن..
طالب: ................
يعني أشد هذا إن كان في حجر أصم ومغلق عليه في هذا الحجر.
طالب: ................
في هذا الحجر الأصل والجحر يدخل عليه بلا شك، هذا أوضح جحر.
طالب: ................
ماذا عندك أنت؟
طالب: ................
لا، لطكن إذا وجد مثل ما قالوا: لو أن نملة سوداء في صخرة صماء يعني أشد في المبالغة.
"«ولن يغلب عسر يسرين»، وكتب أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعًا من الروم وما يتخوف منهم، فكتب إليه عمر- رضي الله عنهما- أما بعد: فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة يجعل الله بعده فرجًا، وإنه لن يغلب عسر يسرين، وإن الله تعالى يقول في كتابه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [سورة آل عمران:200]، وقال قوم منهم الجرجاني: هذا قول مدخول؛ لأنه يجب على هذا التدريج، إذا قال الرجل: إن مع الفارس سيفًا، إن مع الفارس سيفًا أن يكون الفارس واحدًا، والسيف اثنان، والصحيح أن يقال: إن الله بعث نبيه. "
هذا يراد به التأكيد اللفظي فقط.
" والصحيح أن يقال: إن الله بعث نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- مُقلاًّ مُخفًّا، فعيّره المشركون بفقره حتى قالوا له: نجمع لك مالاً، فاغتم وظن أنهم كذبوه؛ لفقره، فعزاه الله، وعدّد نعمه عليه، ووعده الغنى بقوله: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح:5] أي لا يحزنك ما عيروك به من الفقر، فإن مع ذلك العسر يسرًا عاجلاً أي في الدنيا، فأنجز له ما وعده، فلم يمت حتى فتح عليه الحجاز واليمن، ووسّع ذات يده، حتى كان يعطي الرجل المائتين من الإبل، ويهب الهبات السنية، ويعد لأهله قوت سنة، فهذا الفضل كله من أمر الدنيا، وإن كان خاصًّا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فقد يدخل. "
يعني من خلال السياق سياق الآية خاص، لكن أمته تبعًا له.
طالب: ................
بقي أيش؟
طالب: ................
هو اللفظ صحيح سواء قلنا هذا أو هذا الحجر أشد في المبالغة.
" فقد يدخل فيه بعض أمته، إن شاء الله تعالى، ثم ابتدأ فضلاً آخر من الآخرة، وفيه. "
رياح؟
طالب: ................
اللهم اجعلها رياحًا، ولا تجعلها ريحًا، اللهم إني أسألك خيرها وخير ما أرسلت به...
" ثم ابتدأ فضلاً آخرًا من الآخرة، وفيه تأسية وتعزية له -صلى الله عليه وسلم- وقال مبتدئًا: { إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح:6] فهو شيء آخر، والدليل على ابتدائه تعزية. "
تعرِّيْه.
" تعرِّيْه من فاء أو واو أو غيرها من حروف النسق التي تدل على العطف، فهذا وعد عام لجميع المؤمنين لا يخرج أحد منه، أي إن مع العسر في الدنيا للمؤمنين يسرًا في الآخرة لا محالة وربما. "
أما الجملة الأولى ففيها الفاء يقول: الدليل تعرِّيْه، والدليل على ابتداء تعريه من فاء أو واو أو غيرها من حروف النسق التي تدل على العطف الجملة الأولى فيها الفاء فإن مع العسر يسرًا.
" وربما اجتمع يسر الدنيا ويسر الآخرة، والذي في الخبر: «لن يغلب عسر يسيرين» يعني العسر الواحد لن يغلبهما، وإنما يغلب أحدهما إن غلب وهو يسر الدنيا، فأما يسر الآخرة فكائن لا محالة، ولن يغلبه شيء، أو يقال: إن مع العسر وهو إخراج أهل مكة النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- من مكة يسرًا، وهو دخوله يوم فتح مكة مع عشرة آلاف رجل مع عز وشرف. قوله تعالى: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَب} الشرح:7 . "
طالب: ................
هذا من كلام ابن عباس، ومرفوعًا ما يثبت.
طالب: ................
كيف؟
طالب: ................
المقصود أنه مرفوعًا إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- ما يثبت، وجريًا على ما قعدوه أن المعرفة إذا أعيدت معرفة فهي نفسها، وإذا أعيدت نكرة فهي غيرها، يسير على القاعدة، والقاعدة هي المرجع في هذا.
" قوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَب * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب} [الشرح:٧ - ٨] فيه مسألتان؛ الأولى: قوله تعالى: { فَإِذَا فَرَغْتَ} [الشرح:7] قال ابن عباس وقتادة: فإذا فرغت من صلاتك فانصب أي بالغ في الدعاء وسله حاجتك. وقال ابن مسعود: إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل. وقال الكلبي. "
" مما يدل على أن حياة المسلم كلها جد ما فيها هزل ولا فراغ ولا لعب ولا ضياع أوقات، وإذا فرغت من أمور دينك أو دنياك فانصب اتعب لما ينفعك. "
" وقال الكلبي: إذا فرغت من تبليغ الرسالة فانصب أي استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. وقال الحسن وقتادة أيضًا: إذا فرغت من جهاد عدوك، فانصب لعبادة ربك. وعن مجاهد: فإذا فرغت من دنياك، فانصب في صلاتك. ونحوه عن الحسن. وقال الجنيد: إذا فرغت من أمر الخلق، فاجتهد في عبادة الحق. قال ابن العربي: ومن المبتدعة من قرأ هذه الآية (فأنصب) بكسر الصاد، والهمز من أوله، وقالوا: معناه: أنصب الإمام الذي تستخلفه. وهذا باطل في القراءة، باطل في المعنى؛ لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- لم يستخلف أحدًا. وقرأها بعض الجهال: (فانصب) بتشديد الباء، معناه: إذا فرغت من الجهاد، فجد في الرجوع إلى بلدك. وهذا باطل أيضًا قراءة؛ لمخالفة الإجماع، لكن معناه صحيح؛ لقوله- صلى الله عليه وسلم-: «السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته، فليعجل الرجوع إلى أهله»."
" الحديث في الصحيح، نعم في البخاري وغيره. "
" وأشد الناس عذابًا وأسوؤهم مباءً ومآبًا من أخذ معنى صحيحًا، فركب عليه من قبل نفسه قراءة أو حديثًا، فيكون كاذبًا على الله كاذبًا على رسوله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا} [الأنعام: ٢١] قال المهدوي: وروي عن أبي جعفر المنصور أنه قرأ: ألم نشرحَ لك صدرك بفتح الحاء، وهو بعيد، وقد يؤوَّل على تقدير النون الخفيفة، ثم أبدلت النون ألفًا في الوقف ثم حمل الوصل على الوقف ثم حذف الألف، وأنشد عليه:
اضرب عنك الهموم طارقها |
|
ضربك بالسوط قونس الفرس |
أراد ضربن. "
كأنه قرأ لم نشرحن خفيفة، ثم أبدلت النون ألفًا، ثم استغني عن الألف بالفتحة، لكن هذا لا يصح لا قراءة ولا عربية أيضًا.
" وروي عن أبي السمّال: فإذا فرِغت بكسر الراء، وهي لغة فيه، وقرئ فرغِّب أي فرغّب الناس إلى ما عنده. الثانية: قال ابن العربي: رُوي عن شريح أنه مر بقوم يلعبون يوم عيد فقال: ما بهذا أمر الشارع. وفيه نظر، فإن الحبش كانوا يلعبون بالدرق والحراب في المسجد يوم العيد والنبي -صلى الله عليه وسلم- ينظر، ودخل أبو بكر في بيت رسول الله. "
لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، لكنها فسحة لا يترتب عليها محظور ولا أمر مُحرم، كما يفعل الناس اليوم، يتوسعون في هذه الأمور حتى يلجون المحرمات، وبعضهم يستغل مثل هذا التوسع ومثل هذا الفرح في تحقيق أهدافه ومآربه ورغباته، ويتعرض لمحارم المسلمين، هذا ليس من الدين في شيء، ويحتجون بأن في الدين فسحة لارتكاب الفواحش والمنكرات، أبدًا.
" ودخل أبو بكر في بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على عائشة- رضي الله عنها- وعندها جاريتان من جواري الأنصار تغنيان فقال أبو بكر: أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟! فقال: «دعهما يا أبا بكر، فإنه يوم عيد، وليس يلزم الدؤوب على العمل، بل هو مكروه للخلق»، تفسير سورة.. "
وليس يلزم الدؤوب على العمل بحيث يعمل الإنسان ولا يفتر أبدًا يكون عمله كله في العبادة يصلي في اليوم مآت الركعات، ويصوم الدهر، المقصود أن مثل هذا لم يرد به شرع. النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يصوم ويفطر، ويصلي وينام، ويتزوج النساء، وما إلى غير ذلك مما جاء في الحديث الصحيح، الدُّؤوب يعني الاستمرار على العمل بحيث لا يفتر الإنسان، هذا لا.. بالنسبة لحديث الجاريتين تغنيان يعني بأصواتهما من غير آلة. وقوله: بمزمور الشيطان لا يلزم منه وجود الآلة، بدليل أن داود- عليه السلام- أوتي المزامير، وأبو موسى قال له النبي -عليه الصلاة والسلام-: لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود، يعني صوت حسن، ما يلزم أن يكون هناك معه آلة، بل لا يتصور أن يكون معه آلة، فالآلة محرمة، ويدل عليها النصوص، الصوت الحسن إذا كان لفظه مباحًا فلا إشكال في جوازه ولو أثّر في السامعين، لكنه من غير آلة، ولفظه مباح، وتأديته بلحون العرب، هذه قيود تجعل الإنشاد مباحًا، وهذا ضابط ما يجوز من النشيد.
طالب: ................
نعم نعم يعني ما هو موجود الآن.
طالب: ................
أين؟
طالب: ................
نعم ما يلزم، لا لا أبد.
طالب: ................
ضرب على رأسه الدف يعني في أوقات: في القادم من سفر أو عرس فرح أو عيد، أو شيء يتوسع فيه، لكن ليس التوسع غير المرضي الذي يفعله الناس اليوم.
طالب: ................
هو الأصل على النساء.
طالب: ................
ماذا فيه؟
طالب: ................
يعني رقص امرأة لزوجها أو جارية لسيدها أو ما أشبه ذلك الأمر الآن أعظم من ذلك، ما هي مسألة رقص، الآن عري كامل، نسأل الله العافية، ونقوش للعورات، نسأل الله العافية، توسع الناس توسع غير مرضي.
طالب: ................
ما هو من شأنهم الرقص.
"