لا يمكن أن يكون الإنسان فقيهًا أو يوصف بالفقه ما لم يكن لديه معرفة بعلم الحديث؛ لأنه أساس، فالاستدلال من الكتاب والسنة هو الأصل، فلا فقه بدون حديث، ولا حديث بدون معرفة التمييز بين صحيحه وضعيفه، فلا بد أن يعرف طالب العلم ما يتوصل به إلى التصحيح والتضعيف؛ ليبني عليه استنباطاته، فلا يستنبط من حديث وهو لا يدري هل هو صحيح أم ضعيف، ومع الأسف أنه في كتب الفقه المطولة التي فيها الاستدلال يوجد الخليط من الصحيح والضعيف وشديد الضعف، بل قد وُجد بعض الموضوعات، ولا شك أن هذا قادح؛ لأنه كيف يكون الأساس ضعيفًا ثم يُبْنَى عليه؟ فلا يمكن أن يقوم بناءٌ على أُسس ضعيفة، وعلى ذلك فالاهتمام بالأدلة وبثبوتها يكون قبل الاستنباط منها، وإذا أراد أن يستمر عمره كلَّه مقلِّدًا ويأخذ من أحكام الناس في المسائل الفقهية ويعتمد على استنباطاتهم فله ذلك، لكن إذا أراد أن يبني نفسه طالبَ علمٍ على الجادّة متمكنًا في علمه، وأن ينفع غيره، ويكون له أجر من يقتدي به ويمتثل فتواه، فعليه أن يسلك هذا المسلك معتمدًا في ذلك على الوحيين، نصوص الكتاب والسنة.
Question
هل الاهتمام بحفظ المسائل الفقهية وتفاريعها مع الاعتماد على الغير من أصحاب التخصص في الحديث فيما يتعلق بأدلة تلك المسائل أولى، أم الاهتمام بالجانب الحديثي صحةً وضعفًا على حسب مسائل الفقه؟
Answer