المرأة لها شأنُها في الإسلام، ولا يُعْرَفْ نِظام على مَرّ التَّاريخ أعْطَى المَرأة حُقُوقًا مثل الإسلام، ونَسْمَع من يُنَادي، ومن ينعق يهرف بِعِبَارات، وهؤُلاء هُم ذِئاب البَشَر، الذِّين لا يهمُّهُم مَصْلَحَة المرأة ولا مَصْلَحة المُجْتَمَع ولا مصلحة الأُمَّة، هُم ذِئَاب يُريدون أنْ يُخْرِجُوا النِّساء من بُيُوتِهن، ويقولون: أنَّ الإِسْلام والمُسْلِمين ظَلَمُوا المَرأة، ولا بُد من حُقُوق الإنْسَان أنْ تَنْظُر في مثل هذا الأمر، والمُطَالَبَة على أَعْلَى المُسْتَوَيَات، ويُهمهم إِفْسَاد الأُمَّة، يعني من العَجَب أنْ يُسَمُّوا المَرأة التِّي تُرَبِّي عشرة أولاد من أولادها على مُخْتَلف أسنانِهِم ومُستوياتِهِم يُسَمُّونها عاطلة! والتِّي تَخْرُج من بَيْتِهَا لِتُرَبِّي أولاد النَّاس في حَضَانَة هذي يُسَمُّونَها عامِلَة! ولا بُدّ أنْ تَأْتِي هذِهِ العَامِلَة بِعَامِلَة أُخْرَى لِتُرَبِّي أَوْلَادَها، التِّي تُربِّي أولادها هي عاملة، التي تربي هذه صارت عاطلة، وُصِفَت بأنَّها عاملة؛ لأنَّها خرجت من بيتها لِتُرَبِّي أولاد النَّاس! المرأة المُسْتَخدمة لِتُرَبِّي أولاد هذه المرأة تُسَمَّى عامِلَة؛ بهذا نعرف أنَّه ليس المقصود انْتِفَاع الأُمَّة أو زيادة العَامِلِين من أجل تعزيز الاقتصاد، يعني في رُوسيا أوَّل ما دَخَلَتْها الشُّيُوعِيَّة قالوا: كيف تَتَقَدَّم بلد ونِصْفُ شَعْبِهِ في المطبخ؟! كيف يتصوَّر التَّقدُّم؟! والآن من عُقُود ورُوسيا عِنْدَها حَملات على أعلى المُسْتَوَيَات، وآلِيَّات على كافَّة الشَّرَائِح لِإِرْجَاع المرأة إلى بيتها للضَّيَاع الذِّي عَاشُوه، عاشُوا ضَيَاع على مَدَى سَبْعِين أو ثَمَانِين سنة، واللهُ المُستعان ((ليسَ بِكِ هَوَانٌ على أهلكِ)), المرأة لَيْسَتْ بِهَيِّنَة لا على أَهْلِهَا، ولا على زَوْجِهَا، ولا على مُجْتَمَعِها، ولا على أُمَّتِهَا؛ إنَّما يقول مثل هذا الكلام من يُريد أنْ يُشْبِع رَغْبَتَهُ ونهْبتهُ منها، ولا يَهُمُّهُ أُمَّة، ولا أُم، ولا أُخت ولا أحد، لا يَهُمُّهُ أحد.