عن عُقبة بن عامر -رضي الله عنه-، أنَّ رسُول الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- قال: ((إيَّاكُم)) تحذير، احْذَرُوا ((إيَّاكُم والدُّخُول على النِّساء)) أينَ دُعاة الاخْتِلَاط من مثل هذا النَّص؟! ((إيَّاكُم والدُّخُول على النِّساء، فقال رجُلٌ من الأنصار، يا رسُول الله: أفرأيت الحمو؟! قال: الحمُو الموت)) لأنَّ أخَا الزَّوج لا شكَّ أنَّ لهُ يدٌ على أخيهِ، فيَظُنّ أنَّ بيت أخيه مثل بيتِهِ! والعم كذلك، وابن العم كذلك، والقرابة لها ما لها في الشَّرع، وجاء الأمر بِصِلَتِها؛ لكنْ مَعَ أمْن المَفْسَدَة، لا يُمْكِنْ أنْ يدخُل الرَّجُل على امرأةٍ ليسَ عندها محرم، جاء التَّحذير منهُ ((إيَّاكُم والدُّخُول على النِّساء، فقال رجُلٌ من الأنصار، يا رسُول الله أفرأيت الحمو؟! قال: الحمُو الموت))، يعني شُبِّهَ بالموت؛ لأنَّ الموت انْعِدامْ الحِياة! وهذا انْعِدَام الدِّينْ وهو أَشَدّ أعْظَم من الموت، هذا أعْظَم من الموتْ؛ لِأَنَّهُ انعدامٌ للدِّين – نسأل الله السَّلَامة والعَافِيَة - هَفْوَة وجريمة، ومنهُم منْ يَقُول: ((الحمُو الموت))؛ لأنَّ دُخُولَهُ يؤُولُ إلى الموت، هذهِ امرأة مُتزوِّجة، فإذا دَخَلَ عليها هذا الحمو، وقد يكونُ مُتزوِّجاً أيضاً، ويَكُونُ الشَّيطانُ ثَالِثَهُما ويحصُل ما يحصل، ثُمَّ يؤُولُ أَمْرُهُمَا إلى المَوْت الذِّي هو الرَّجم – نسأل الله السَّلَامة والعَافِيَة - ((الحمُو الموت)) ولمُسلم عن أبي الطَّاهر، عن ابن وهب، قال سَمعتُ الليث يقول: "الحمو أخُو الزَّوج"، النَّاس يَتَسَاهَلُون في مثل هذا، يَعْتَبِرُونْ بيت الأخ مثل البيت، أخو الزَّوج وما أشْبَهَهُ من أقارب الزَّوج ابن العم ونحوِهِ، الذين هم ليسُوا منْ محارم الزَّوجة، فلا يَجُوزُ لهُم أنْ يَدْخُلُوا عليها بدُونِ محرمٍ لها، وما يُؤدِّي إلى مثل هذا؛ يَجِبُ مَنْعُهُ، قد يقول قائل: مثلًا أخو الزوج إذا كان الزَّوج موجُود الفتنة مأمُونة؛ لكنْ يُوم مع يوم تدخُل، مُشكلة هذهِ! يَنْكَشِفْ لك شيء في هذا اليوم، تعرف سِرّ من أسرارها، تعرف شيء تَضْغَطْ بِهِ عليها، ما فيه شيء مثل حَسْم المادَّة، تتعامل تَعَامَل مع أخيك، والنَّاس يتساهَلُون في مثل هذا؛ لكنْ مثل هذا التَّسَاهُل قد يجُرُّ إلى أُمُور لا تُحْمَد، إذا احْتِيجَ إلى شَيْءٍ من هذا مَرِضَ الزَّوج، واحْتَاجَتْ الزَّوجة تُكلِّم أخيهِ وتُهَاتِفُ أخَاهُ منْ أجلِ أنْ يَذْهَب بِهِ إلى مُسْتَشْفَى أو يَسْتَدْعِي طبيب، يعني أُمُور ضَرُورِيَّة، أو كان الزَّوج غَائِبْ، وكَلَّمَتْ أخَاهُ لِيُحْضِرَ لها الضَّرُورِيَّاتْ بالصَّوْتِ المُعْتَاد من غَيْرِ خُضُوعٍ بالقول للحاجَة؛ هذهِ أُمُور تُقَدَّرْ بِقَدْرِها، أمَّا أنْ تَجْعَلَ الزَّوجة مُجَرَّد بس ما تَسْتَتِرْ تجلس؛ هذهِ أُمُور لا تُحْمَدُ عُقْبَاها؛ لِأَنَّهُ قد يَعْرِفْ من الأُمُور والشَّيطان في هذا الباب عندَهُ دِقَّة في المُلَاحَظَة، وعِنْدَهُ دِقَّة في المَسَالِك، ويَجْرِي منْ ابنِ آدَمْ مَجْرَى الدَّمْ، يَنْكَشِفْ منها شيء مِنْ غَيْرِ قَصْدْ؛ فَتَقَعْ في قلبِهِ؛ فَيَهْلَك، فلَا شيء أنْفَعْ مِنْ حَسْمِ المَادَّة وقَطْع دَابِر كُلّ شيء يُوصِلْ إلى الرَّذِيلَة، ولَو مِنْ بُعْد؛ فَلْيَحْتَاطْ الإنْسَانْ لِنَفْسِهِ، ولِأَهْلِهِ.