((وذكرهم الله فيمن عنده)) الذين يذكرهم الله -جل وعلا- عند ملائكته، يباهيهم بهم، انظروا إلى عبادي، تركوا الراحة، تركوا الأهل، تركوا الأولاد، تركوا الأموال، واجتمعوا يتدارسون كتاب الله في بيت من بيوته، في مسجد من مساجد المسلمين، هؤلاء يذكرهم الله فيمن عنده ذكر مباهاة، وورد في الحديث: ((من ذكر الله في نفسه ذكره الله في نفسه، ومن ذكر الله في ملأ ذكره الله في ملأ خير منهم)).
الناس لتشبثهم بهذه الدنيا، وعدم التفاتهم إلى ما ينفعهم نفعًا حقيقيًّا، تجد الواحد منهم لو قيل له: إن الملك فلان أثنى عليك البارحة في المجلس، أو الأمير فلان، أو الوزير فلان، أو الرئيس، أو المدير، أو الوجيه، ذكرك البارحة في المجلس وأثنى عليك، احتمال ما تنام تلك الليلة، احتمال هذا؛ لأن بعض الناس يؤثر فيه هذا الكلام تأثيرًا بالغًا، لكن أين أنت من قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم))؟ أين ذكر الرب -جل وعلا- الذي بيده كل شيء؟ هو المعطي وهو المانع، وهو النافع، هو الذي ينفع مدحه، ويضر ذمه.