((والحج المَبْرُور ليسَ لهُ جَزاء إلاَّ الجَنَّة)) الحج المَبْرُور يقولُ أهل العلم هو الذِّي لا يُخَالِطُهُ إِثْم، ومنهم من يَرى الحج المَبْرُور هو المَقْبُول.. طيب وما يُدْريك عن القبول؟! قال هناك علامات وأمَارات للقبُول، أنْ تكون حال الإنسان بعد العِبادة أفْضَل منْ حَالِهِ قَبْلَها، هذا مُؤَشِّر إلى أنَّ عِبَادَتَهُ مَقْبُولَة؛ لكنْ ماذا عن الذِّين يَسْتَغِلُّون أيَّام العِيد التِّي تَعْقُب هذهِ العِبادات العظيمة بارتِكاب المُحرَّمات، هذهِ أَمَارة على عَدَم القبُول! والدِّين -ولله الحمد- فيه فُسْحَة، والتَّوسُّع في المُباحات في الأعياد لا بَأْسَ بِهِ؛ لكنْ ارتِكاب المُحرَّمات دليلٌ والعلمُ عند الله -جلَّ وعلا- على عَدَم القبُول، فالحج المَبْرُور الذِّي لا يُخَالِطُهُ إِثْم، أو هُو المَقْبُول، وأَمَارة القبُول أنْ تكون حالُ الحاجِّ بعد الحج أفضل من حَالِهِ قَبْلَهُ ((من حجَّ ولم يرفُث ولم يَفْسُق رَجَع من ذُنُوبِهِ كيوم ولدتهُ أُمُّهُ)) كثير من النَّاس يقول الحج أربعة أيَّام، لو الإنسان يَخِيط الفم خِياطة ما يتكلَّم أبداً أربعة أيَّام ما يَضُرُّهُ! لكن مثل من اسْتَغَلَّ طُول العام بالقِيلِ والقال يُعان على حِفْظِ النَّفْسِ واللِّسَانْ هذهِ الأربعة الأيَّام؟! ما يُمكن! كُل إنسان يجِد هذا منْ نَفْسِهِ، يعني الشَّخص الذِّي يَسْتَثْقِل بعض النَّاس؛ لأنَّهُم لا يَقَعُون في بعضِ الأُمُور التِّي يُزَاوِلُها كثير من النَّاس في مجَالِسِهِم! إمَّا دلالة على خير أو توجيه ونُصح وإرْشَاد أو ذِكر أو سُكُوت، عاد مثل هذا يَسْتَثْقِلُهُ كثير من النَّاس!!! ويزعُمُون أنَّهُ ثَقِيل هذا! وقد لا تَتَّسِع لهُ مَجَالِسِهُم! ويَعْتَذِرُون إذا أرادَ أنْ يَزُورَهُم! ويَتَعَلَّلُون إذا طَلَبَ زِيارتَهُم!!! بينما الشَّخص الذِّي ما شاء الله يقول خفيف هو صاحب القيل والقال والنُّكت والتَّفَكُّه بأعراضِ النَّاس!!! يعني مثل هذا إذا كان عاش على هذهِ العِيشة هل يستطيع أنْ يُمْسِك عن الكلام الأربعة الأيَّام؟! لا يُمْكِن، التَّجرُبَة أكبر بُرهان ((الحج المَبْرُور ليسَ لهُ جَزاء إلاَّ الجَنَّة)) جاء في حديث جابر عند أحمد، ((أنَّهُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام سُئِل عن بر الحج فقال: إطعامُ الطَّعام، وإفْشَاءُ السَّلام)) ولكن الحديث فيهِ ضَعْف، ولا شكَّ أنَّ إطعام الطَّعام مطلُوب، وإفْشَاءُ السَّلام جاءت النُّصُوص بالحثِّ عليهِ، فهو ممّا يُعين على بِرِّ الحج، والخبر ضعيف.