((وخيرُ الدُّعاء دُعاءُ يومِ عَرَفة، وأفضلُ ما قلت أنا والنَّبيُّونَ من قبلي لا إله إلاَّ الله وَحْدَهُ لا شريكَ لهُ)) فَيَحْرِص الإنسان على اسْتِغلال هذا اليوم، لا سِيَّما عَشِيَّة عَرَفة، ويَتَعَرَّض لِنَفَحات الله في هذا المكان، وفي هذا الزَّمان، ويُوجد بين المُسلِمين، وقد يُوجد من بين طُلاَّب العلم مَنْ يُضَيِّع مثل هذهِ الأوقات بالقِيل والقال، وبَعْضُهُم يَصْطَحِب معهُ آلاتُهُ ويُشاهِد ما يُشاهد، وبَعْضُهُم يَرْتَكِب بعضُ المُحَرَّمات من الأقوال والأفْعَال وهو في هذا مُتَعَرِّض لِسَخَطِ الله -جلَّ وعلا-، والنَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- اسْتَغَل هذا الوقت، ولَمْ يَزَل وَاقِفاً حتَّى غَرَبَتْ الشَّمْس ويَدْعُو ويُلِح في الدُّعاء، والإشكال في كثيرٍ من الحملات إنَّ هذا الوقت المُسْتَغل في الذِّكْرِ والدُّعاء نظراً لكثرة الحَجيج يَسْتَغِلُّونهُ في تَرْتِيبِ النَّاس، يعني قبل الغُرُوب بِسَاعة أو أكثر يُنَفِّرُونَ النَّاس إلى السَّيَّارات ويُرَتِّبُونَهُم ويُنَظِّمُونهم حتَّى تغرُب الشَّمس، نعم الرُّكُوب على السَّيَّارات مثل الرُّكُوب على الدَّابَّة؛ لكنْ ينبغي أنْ يُستَغل الوقت، وحضرنا بعض الحملات يعني الوقت المَطْلُوب وقت الحَاجة كُلُّهُم بِمُكبِّرات الصُّوت أنت رقم باص كذا، أنت رقم مقعد كذا، وينتهي الوقت على هذهِ الطَّريقة، يعني يُعْطَى النَّاس تَعْلِيمات قبل هذا الوقت وأنَّهُ بِمُجَرَّد ما تَكُون السَّاعة كذا كُل واحِد يَلْزم مكانُهُ منْ دُون فَوْضَى، ومنْ دُون تَشْوِيشْ، يعني رأيْنَا مثل هذهِ الأوقات التِّي لا تُعَوَّضْ، ما تَدْرِي أنت يمكن ما تَقِفْ غير هذهِ الوَقْفَة، كثير منها يَضِيع، عند كثير من النَّاس يُوجد ولله الحَمْد أهل خِير وفَضْل وحِرْص مَوْجُود وبِكَثْرَة ولله الحَمْد؛ لكنْ يُراد من الأُمَّة كُلَّها أنْ تكُون بهذا المُسْتَوى، ((فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفاً حتَّى غَرَبَتْ الشَّمْس، وذَهَبَتْ الصُّفْرَةُ قَلِيلاً، حتَّى غَابَ القُرْصْ)) بعضُهُم يقول حتَّى هُنا مُصَحَّفَة وأَصْلُها حِينَ، يعني حِينَ غَابَ قُرْص الشَّمْس.