عن جابر -رضي الله عنه- قال: "دخل رجل يوم الجمعة والنبي -عليه الصلاة والسلام- يخطب فقال: ((صليت؟)) النبي -عليه الصلاة والسلام- يراه لما دخل، والنبي يخطب فجلس، قال: فقال: ((صليت؟)) قال: لا، قال: ((قم فصل ركعتين)) وهذا فيه أدب، أدب التوجيه والإرشاد؛ لأنك لو رأيت داخلاً وقلت له: قم فصل، أولاً: المباشرة بالأمر فيها ما فيها، ثقيلة على النفس؛ لكن إذا استفهمت هل صليت ركعتين؟ يعني الآن دخلت إلى قلبه احتمال أن يقول لك: نعم صليت ركعتين في فناء المسجد، داخل السور، وهي تحية المسجد، أو يكون مثلاً جار لشخص في فرجه بينك وبين جارك صلى واحد الركعتين في الصف الثاني ثم تقدم إلى هذه الفرجة تقول له: قم صل ركعتين! ويش بيقول لك؟ بيقول لك: صليت؛ لكن لو جئت بأسلوب: هل صليت ركعتين؟ ما في أثر على نفسه، وهكذا ينبغي أن يكون الأدب في الحوار والمناقشة، يعني لو سمعت كلام منقول عن أحد من المشايخ فتوى تراها خطأ أنت تروح للشيخ وتقول: خطأ، أخطأت يا شيخ! والصواب كذا! أو تقول: ما حكم كذا أولاً، فإذا أجاب بما نقل عنك مما لا تراه، تقول: ألم يدل الدليل على كذا؟ ألم يقل عامة أهل العلم بكذا؟ يعني بأسلوب مناسب؛ لأنه أدعى للقبول.