فإذا عرفنا الشرك عرفنا التوحيد؛ ولذا يخل بالتوحيد من لا يعرف الشرك، جاء عن عمر: "إنه إنما ينقض الإسلام من لم يعرف الجاهلية" فالذي يعرف خطر الشرك لا شك أنه يعض على التوحيد بالنواجذ، والذين عايشوا البدع والمبتدعة لا شك أن خوفهم من الابتداع أكثر ممن لم يعايشهم؛ لأن من عاش على السلامة؛ قلبه سالم، خالي من هذه الأمور، والذي يخالط ويعرف المخالفة مع الديانة، أما بعض الناس يخالط ويعاشر فتؤثر فيه هذه المخالطة شعر أو لم يشعر، كما يقال: كثرة الإمساس تقلل الإحساس، لكن إذا كان يعرف خطر الشرك وخطر البدعة، ويرى الناس يقعون فيها عرف أن الأمر قريب يمكن أن يقع فيها شعر أو لم يشعر؛ ولذلك يكون على خوف ووجل دائم من الوقوع فيما يهلكه من الشرك والبدع.