يقول الرَّسُول -عليه الصلاة والسلام- في حديث أبي سعيد -رضي الله تعالى عنه-: ((من يستعفف يُعفَّهُ الله، ومن يستغنِ يُغنِهِ الله)) الاستِعفاف عمَّا في أيدي النَّاس لاشكَّ أنَّ منْ فَعَلَهُ جَاهِداً وقَهَر نفسهُ على ذلك مَا لمْ يَصِل إلى حدِّ ضرُورة، لاشكَّ أنَّ الله -جل وعلا- يُعينهُ على العفاف، هذا جواب الشَّرط، وجاء الأمرُ به {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}[(33) سورة النــور] المقصُود أنَّ على المُسلم أنْ يكُون عزيزاً لا يُهينُ نفسهُ، ولا يبتذل نفسهُ باستكفاف النَّاس، وطلب إعاناتهم، وبعض النَّاس يسْهُل عليه هذا الأمر، ولأدْنى شيء يسأل النَّاس، مثل هذا يُبْتَلى لا يُعان على العفاف؛ وإنَّما يُبتَلى بالحاجة الدَّائِمة ((ومن يستغنِ يُغنِهِ الله)) من يستغنِ بما في يدِهِ عما في أيدي النَّاس يُغنِهِ الله -جل وعلا-، فمنْ تعلَّقَ بالله -جل وعلا-، وأنزلَ حاجتهُ بربِّهِ، وتوكَّلَ عليهِ، وقطع العلائق عن الخلائق، لاشكَّ أنَّهُ سوف يعيشُ حياةً مُطمئِنَّة، ويتحقَّق لهُ الموعُود في هذا الخبر، من يستغنِ بالله -جل وعلا- عن خلقِهِ يُغنِهِ الله.