وإنَّ الرَّجُل ليُحْرَم الرِّزْقَ بالذَّنْب، الذُّنُوبْ هي أسْبَابُ كُلِّ مصيبة وكُلُّ كَارِثَة، سَبَبٌ للحِرْمَانْ مِنْ الأرْزَاقْ الفَرْدِيَّة والجَمَاعِيَّة، ولَوْلا عَفْوُ الله -جل وعلا- ولُطْفُهُ بِعِبَادِهِ ما أَمْهَلَهُمْ مَعَ أنَّهُم يَعْصُونَهُ لَيلَ نَهار، ولِذَا قال: {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}[(30) سورة الشورى] وقال: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ}[(45) سورة فاطر]، والله -سبحانه وتعالى- يَغَار أنْ تُنْتَهَكْ مَحَارِمُهُ، والمَسْألَة كما تَرَوْنْ وتُشَاهِدُونْ الخَبَثْ كَثُرْ، الخَبَثْ كَثُر وظهر في المُجْتَمَعَاتْ الإسْلامِيَّة ولوْ وُجِدَ فيها منْ وُجِدْ منْ أهلِ الخَير والفَضْلْ والصَّلاح والعِبَادَة والزُّهْد؛ لَكِنْ الخَبث كَثُرْ، وفي الحديث الصَّحيح: "أنَهْلَكُ وفِينَا الصَّالِحُونْ؟ قال: ((نعم إذا كَثُرَ الخَبَثْ)) فَنَحْنُ على خَطَرٍ عَظِيمْ، وعَلَيْنَا مُرَاجَعَةِ أنْفُسِنَا، ومنْ تَحْتِ أيْدِينَا، ومَنْ نَسْتَطِيعُ نَفْعَهُ من المُسْلِمينْ، واللهُ المُستعان.