اليوم الأبواب مفتوحة لرؤية وسماع ما يحرم حتى الشرك الأكبر، وباتت قنوات السحر تشاهَد في بيوت عوام المسلمين وتسمع.
شر مستطير لا بد من أن يقف المسلم منه وقفة حازمة، ويقي نفسه، ومن ولّاه الله أمرهم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6]، ثم إذا تيسّر للمرء أن يُعدِّيَ هذا النفع خارج بيته: إلى جاره وأخيه وقريبه والأمة بكاملها، فلا يحرم نفسه الأجر العظيم؛ لأن هذا الغزو خطير جدًّا، فقد غزت القنوات الماجنة بيوت المسلمين بالشهوات، ثم بعد ذلك بالشبهات التي تزلزل العقائد، ثم بعد ذلك بالشرك الأكبر.
كيف يزكي نفسه من أتاح الفرصة لمن ولّاه الله أمرهم بمشاهدة هذه الأمور؟! فمن العصمة أن يحسم الإنسان مادة هذه الأمور بالكلية، ويستغني بما ينفعه، أما أن يجعل هذه الأمور في متناول يده ويد من ولّاه الله عليه ممن لا يدرك المصلحةَ من المفسدة -كحال كثير من البنين والبنات- ثم بعد ذلك يلوم القناة، أو يلوم من تسبَّب في هذا، والحال أنك المتسبِّب. فكما قيل:
ألقاه في اليمِّ مكتوفًا وقال له إياك إياك أن تبتلَّ بالماءِ
فكيف تترك هذه الفتن لمراهق أو مراهقة، ولا حسيب ولا رقيب، ثم تزعم طلب صلاحهم: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: 74]؟! كيف يجاب مثل هذا الدعاء وأنت تركتَ لهم أسباب ووسائل الفساد، ويسرتها لهم؟!