يقول: نَأْمَلْ بِتَزْويدَنَا بالتَّوْجِيهَاتْ التَّرْبَوِيَّة التِّي يَنْبَغِي أنْ يَسِيرَ عليها المُرَبِّي؛ كي يستطيع الجِيلْ مُواجَهَة التَّيَّارَات خُصُوصًا بأنَّ الهَدْم أسرع من البناء؟!
أقول: العلم الشرعي إذا أُخِذَ على طَرَائِقِ أهل العِلم، وعلى الجَادَّةِ المَعْرُوفَةِ عِنْدَهُم، وأُخِذَ مِنْ أَهْلِهِ المَعْرُوفِينْ بِهِ مع الرِّفْقِ واللِّين؛ لا شَكَّ أنَّهُ يُرَبِّي النَّاس، لَسْنَا بِحَاجَة إِلَى نَظَرِيَّاتٍ تَرْبَوِيَّة وَافِدَة – أبدًا - نَحْتَاجْ إِلَى مَنْ رَبَّى الصَّحَابَة يُرَبِّينَا بَسْ لَا أَكْثَر ولَا أَقَلّ، أَعْظَم جِيلْ عَرَفَتْهُ البَشَرِيَّة جِيل الصَّحَابَة تَرَبَّوْا بالكِتَابِ والسُّنَّة، فنحنُ نَحْتَاجْ إلى أنْ نَتَرَبَىَّ عَلَى قَالَ الله وقال رَسُولُهُ؛ لَكِنْ لَا بُدَّ أنْ نُحْسِن؛ لِأَنَّ النُّصُوصْ عِلَاج، ولَا بُدَّ أنْ يَتَوَلَّى العِلَاجْ طَبِيبٌ مَاهِر؛ فَنَأْخُذُ العِلْمَ مِنْ أَهْلِهِ، وعلى الطُّرُقْ المَعْرُوفَة، ونَسْتَصْحِب دَائِمًا أنَّ ((الرِّفْقْ ما كَانَ في شيءٍ إلاَّ زَانَهُ)) ونَسْلُكْ الجَادَّة، ونَسْتَشِير مَنْ هُو أَكْبَر مِنَّا وأَعْرَف، ونَتَّهِمْ أَنْفُسَنَا، ونَحْتَرِم الآخَرِين، ثُمَّ بَعْد ذَلِك يَنْتَهِي، وما عاد تِصير عندنا مُشْكِلَة -إنْ شَاءَ الله تعالى-.