يقول عبد الرحمن ابن أبي ليلى: «أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أُراه قال في المسجد، فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث، ولا مفتٍ إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا» [إعلام الموقعين (1/34)] مع أن هؤلاء من حفاظ الحديث، فلماذا يود أن يكفيه أخوه الحديث؟ خشية أن يزل لسانه فيأتي بالحديث على غير وجهه.
فعلى المسلم أن يسعى إلى خلاص نفسه، وألزم ما على الإنسان أن يسعى في خلاص نفسِه قبل خلاص السائل، فهو مطالب أولًا بنجاة نفسه، ثم بعد ذلك إذا كان هناك فضل، طلب نجاة غيره.