احرَص، واصدُق اللَّجَأ إلى الله -جلَّ وعلا-، واطرُق الباب، وانكَسِر بينَ يديّ الله، واصدُق مع الله؛ ويُوَفِّقُكَ اللهُ -جلَّ وعلا-، تُوَفَّق إذا صَدَقت، فالنِّيَّة الصَّالحة أمرٌ لا بُدَّ منهُ؛ لأنَّ العلم الشَّرعي مِن أُمُور الآخرة المحضة، لا بُدَّ من تَصحِيحِ النِّيَّة من أوَّل الأمر، قَد تَشرُد النِّيَّة أحياناً – قد – كغيرِها من العِبَادات؛ لَكِن إذا استَدرَكَ الإنسَان بِسُرعة وجَاهَد؛ ما تُؤَثِّر.
مِمَّا يُعين على الإخلاص أن تَعرِف وتَعلَم أنَّ الخَلق لو اجتَمَعُوا على أن يَنفَعُوكَ بشيء لم يَكتُبهُ الله لك؛ مَا نَفَعُوكَ بها، وأن تَجزِم جَازِماً أنَّهُ لا أحد مَدحُهُ زين وذَمُّه شين؛ إلاَّ الله -جلَّ وعلا-، يقولُ ابن القيم -رحمهُ الله تعالى-: "إذا حَدَّثَتكَ نَفسُكَ بالإخلاص؛ فاعمَد إلى حُبِّكَ المدح والثَّناء، واذبَحهُ بِسِكِّينِ عِلمِكَ أنَّهُ لا أحد مَدحُهُ زين وذَمُّه شين؛ إلاَّ الله -جلَّ وعلا-" وبعضُ الطُّلَّاب؛ بل بعض الطَّبَقَات المُتَقَدِّمة من المُتَعَلِّمِين إذا قِيل لَهُ ذُكِرت في المَجلِس الفُلَاني، أو أُثنِيَ عليك في المَجلِس الفُلَاني فَضلاً عَن أن يُقال الوزير الفُلَاني أو الأمير الفُلَاني يَطِير! يكاد أن يَطِير من الفرح! لكن أينَ هذا من ذِكرِ الله -جلَّ وعلا-؟! ((مَن ذَكَرَنِي في نَفسِهِ؛ ذَكَرتُهُ في نَفسِي، ومَن ذَكَرَنِي في مَلأٍ ذَكَرتُهُ في مًلأٍ خيرا منه)) تَكسَب إيش إذا قِيل لك الأمير الفُلَاني أو الوزير الفُلَاني أَثنَى عليك؟! ما تَكسَب شيء، شيء لَم يُقَدِّرهُ الله لك -جلَّ وعلا- والله لَن تَكسَبَ شيئاً؛ فَلنَنتَبِه لِهذا، مَسأَلة الإخلاص أمرٌ لا َبُدَّ منهُ لكلِّ عِبَادةٍ، شرط لقبُول كل عِبَادة.