من أسبابِ الثباتِ في زمن الفتن:
أولًا: سؤال المسلم ربَّه أن يقيه الفتن ما ظهر منها وما بطن، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شرِّ فتنة المسيح الدجال» [البخاري (1377)، ومسلم -واللفظ له- (588)].
ثانيًا: على المسلم عمومًا وطالب العلم خصوصًا في مثل هذه الظروف أن يعتصم بالكتاب والسنة تعلمًا وتدبُّرًا وعملًا بما فيهما، وأن يديم النظر في نصوص الوحيين الواردة في هذا الباب كغيره من أبواب الدين، وإذا أشكل عليه شيء سأل الثقات من أهل العلم، وليحذر كلَّ الحذر ممن عمدته وسائل الإعلام، حيث إن بعض الناس في مثل هذه الظروف قد جعل شغله تلك القنوات وما يُذاع فيها من أخبار، ففي ديننا -ولله الحمد- ما يكفل لنا الخلاص والنجاة والفكاك من الفتن والمحن.
ثالثًا: على المسلم أن يُعْنَى بالعبادات الخاصة، من الإكثار من نوافل الطاعات من صلاة وصدقة وصيام وذكر وتلاوة وأمر بمعروف ونهي عن منكر وغيرها من أنواع العبادات، قال النووي رحمه الله: «قوله صلى الله عليه وسلم: «العبادة في الهرج كهجرة إلي» [مسلم (2948)] المراد بالهرج هنا الفتنة، واختلاط أمور الناس. وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها، ويشتغلون عنها، ولا يتفرغ لها إلا الأفراد» [شرح صحيح مسلم (4/2268)].