دعاء الاستفتاح ورد على صيغ متعددة، ورجّح بعضهم بعض الصيغ على بعض، واختار بعضهم أن اختلافها اختلاف تنوُّع، يؤتى بهذا أحيانًا ويؤتى بهذا أحيانا، هذا في النافلة، وهذا في الفريضة، وهذا في قيام الليل... إلى آخره، وهذا يجعل المسلم يحفظ ما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويجعله أيضًا يُحضِر قلبه حينما يقرأ دعاء الاستفتاح، فمرة يقرأ هذا، ومرة يقرأ هذا، فلا يكون عادة، لأن الإنسان إذا اعتاد شيئًا، أتى به بلا شعور، وكل واحد يدرك هذا، فإذا كان يكثر من قراءة سورة من السور مثلاً، ثم كبَّر ليصلي فتجده يقرأ الفاتحة تلقائيًا، ثم إذا قرأ السورة، لا يدري إلا وقد انتهى منها، لأنه يكثر من قراءتها، وكذلك التشهد -إذا كان لا يحفظ غيره- قد يمر به وهو لا يشعر، وهكذا إذا اعتاد ذكرًا بعينه، لا يحضر قلبه في الغالب، لكن إذا كان يراوِح بين الأذكار، فإنه في الغالب يحضر قلبه، فينبغي أن يراوِح بين هذه الأذكار -التحيات، ودعاء الاستفتاح- ويحفظ الجميع، فمرة يقول هذا ومرة يقول هذا، ويؤجر على الجميع.