الحياة كلها دروس وعبر، فكم من شخصٍ يصابُ بحادثٍ فيفقد الوعي ويُسمع يتلو القرآن واضحًا جليًّا كما كان يقرأ في حال الصحة، وفي المقابل آخر يغمى عليه فيردد: «لعنك الله يا فلان» و«أين أنت يا ملعون؟» ونحو هذا السباب والفحش، وبعض هذه الوقائع شهدتها بنفسي، فمن اعتاد شيئًا في حال السعة ظهر على لسانه حال الاضطراب والشدة؛ لأن الأول تعود على قراءة القرآن، والثاني تعود على السبِّ والشتم -نسأل الله السلامة والعافية-، وكما يقال في المثل: «على نفسها جنت براقش».
وهناك شخص اعتاد الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ستين سنة، فكانت خاتمته أن توفي والمصحف بحجره يقرأ القرآن ينتظر طلوع الشمس!
يختم للإنسان بما عاش واعتاد عليه، ويبعث على ما مات عليه {جَزَاءً وِفَاقًا} [النبأ: 26]، {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46].