جمع الكتب أمرٌ طيبِّ ومَطْلُوب لطالب العلم، ولا يُمكن أنْ يطلب العلم بدون كتب، كما أنَّهُ لا يُمكن أن يَسْعَ إلى الهيجاء بغيرِ سِلاحِ، فالكتب سلاح طالب العلم فلا بُدَّ من جمعها، الإشكال إذا كان هذا الجَمْع فتنة، يعني يُفْتتن بجمع الكتب، ويجمع الطَّبعات، ويجمع النُّسخ المُتعدِّدة، وهذي أحسن ورق، وهذي أحسن تجليد، وهذي كذا، إلى آخره، هذا الذِّي يحتاج إلى علاج، وابْتُليَ بهذا معروف في القديم والحديث، ابْتُلي من يجمع الكتاب الواحد عشر نُسخ، عشرين نُسخة، ويُضيِّق على نفسِه، وعلى أهله، وولدِهِ، والخطيب البغدادي -رحمهُ الله- في مُقدِّمة اقتضاء العلم العمل يقول : وهل جامعُ الكتب أو كانز الكتب؛ إلا ككانز الفضَّة والذهب! يعني مُجرَّد بلوى؛ ولكن كثرة التّصانيف كما يقول ابن خلدون مشغلة عن التَّحصيل! فعلى الإنسان أنْ يجمَع من الكتب ما يحتاج إليه ولا يزيد على ذلك.