"فجيء بهما ترعد فرائصهما" تضطرب وترجف خوفاً ووجلاً، والنبي -عليه الصلاة والسلام- له هيبة عظيمة، وبقدر ما عند الإنسان من الإرث النبوي تحصل له هذه الهيبة؛ ولذا نجد بعض من أهل العلم له هيبة عظيمة، بقدر ما عنده من العلم والعمل، هيبة ليس بذي سلطان وليس بذي قوة؛ بل قد يكون أضعف الناس جسماً قد يكون أعمى فيُهاب، نقول: هذا بقدر إرثه من النُّبوة في العلم والعمل تكون هذه الهيبة، والرسول -عليه الصلاة والسلام- نُصِر بالرُّعب، ورأينا بعض أهل العلم من لا حول له ولا قوة ولا طَول ضعيف من كل وجه ومع ذلك إذا جاءه المسئولون الكبار ترعد فرائصهم، والعرق يتصبب منهم في الليالي الشاتية، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- مهيب، وكذلك من يرثه علماً وعملاً لكن ما تجد شخص على مستواه يهابه، الآن يوجد من هو أعلى مُستوى في أمور الدنيا يهاب من هو بالنسبة له لا شيء من أهل العلم ومن طلاب العلم، يعني بعض الشيوخ تُزوِّر في نفسك عشرة أسئلة فإذا وصلت نسيت خمسة أو ستة كله من هيبة الشيخ؛ بل قد يكون الشيخ من أحسن الناس خُلقاً، ومن أضعفهم تركيباً، ما فيه ما يدعو إلى هيبته؛ لكن هذا الحاصل.