فالجار شأنه عظيم في الشرع، وجاء في حقه: ((والله لا يؤمن، والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه)) يعني غوائله وشروره.
والزنا بحليلة الجار جاء ما يدل على أنه أعظم من الزنا بعشر نسوة من غير الجيران، فالجار له شأن عظيم، على جاره أن يؤدي هذا الحق ويكرم جاره، والجار جاء تحديده بأربعين بيتاً من كل جهة، ومعروف أن البيوت صغيرة كانت الغرف يسمونها بيوت، الغرفة بمنافعها تسمى بيت، لكن لو أردنا أن نعد أربعين بيت من بيوتنا الموجودة الآن، أربعين من القصور الموجودة الآن من كل جهة، معناه أهل البلد كلهم جيران، وهو كذلك يعني لا يسلم صاحب بيت من جار، لكن الذي في أطرف البلد جار...، في أول الشارع جار لآخر من في الشارع لأنه متمم للأربعين؟ على كل حال المسألة عرفية، وعلى الأقرب فالأقرب يعظم الحق، ولذا جاء التأكيد على حق الجار الذي بابه بجوار بابه؛ لأنه يرى من الخيرات التي تدخل في هذا البيت وتستشرف نفسه إليها فهو أولى الناس بهذه الخيرات، فإكرامه أولى من إكرام الجار الذي هو أبعد منه.