لكل من الكتابين -أعني (زاد المستقنع) و(دليل الطالب)- مزية، فـ(الزاد) أكثر مسائل، ومصوغ بعناية ودقة، ومع ذلك حجمه ليس بالكبير، وفيه قريب من الضِعف من مسائل (دليل الطالب)، وهو مخدوم في الشروح والحواشي والتعليقات والدروس المقروءة والمسموعة أكثر مما على (الدليل)، وهو عند الحنابلة في بلدنا أشهر من (دليل الطالب)، والعكس (الدليل) شهرته في بلاد الشام أكثر من (الزاد)، وعلى كل حال كل منهما صالح لأن يكون عمدة للتفقه، فتُدرس مسائل الكتاب المختار ويتم تصوُّرها من قبل الطالب ثم بعد ذلك يُنظَر في الشروح، وإن جمع بين الشرحين المشار إليهما في السؤال (الشرح الممتع) و(الروض المربع) كان أكمل بلا شك؛ لأن (الروض المربع) على طريقة الفقهاء، ويخرِّج طالب علم متين فيما هو بصدده من فقه المذهب، و(الشرح الممتع) لا شك أنه سهل وميسَّر وواضح، وفيه زوائد يحتاجها طالب العلم، وفيه تنبيه على قواعد وضوابط وفوائد في هذا الفن وفي غيره -رحمة الله على الجميع-، فإن جمع بين الكتابين كان أفضل، وبعد ذلك إذا تصوَّر المسائل وراجع عليها الشروح سواء كان (الشرح الممتع) و(الروض المربع) أو مع إضافة غيرهما من الشروح، وعلى (دليل الطالب) (منار السبيل)، وراجع مع ذلك تخريج الأحاديث سواء كانت لشروح (الزاد) أو شرح (الدليل)؛ لأن لمعرفة الحديث من حيث الثبوت وعدمه فائدة كبرى في التفقه، إذ لا يجوز أن يتفقه الإنسان على حديث لم يثبت، أو يستنبط منه الأحكام، ثم بعد ذلك إذا تصوَّر هذه المسائل واستدل لها يرجع إلى الكتاب مرة أخرى لينظر من وافق المؤلف في الحكم ومن خالفه، ودليل المخالف، ويوازن بين أدلة الموافق والمخالف على طريقة أهل العلم، وفي ضوء قواعد التعارض والترجيح، فإذا خرج بالقول الراجح من هذه الأقوال وانتهى من الكتاب لا شك أنه سيكون لديه حصيلة فقهية تؤهله للإفتاء والقضاء، لا سيما إذا كان فقيه النفس، أي: لديه استعداد وفقه فطري وهو ما يسمى بالفقه بالقوة القريبة من الفعل، يعني عنده مسائل وهو فقيه فيها بالفعل يستحضر هذه المسائل بأدلتها، وعنده استعداد للتفقه فيما لم يقف عليه من المسائل، بحيث يستطيع الوقوف عليها في كتب أهل العلم والنظر فيها على طريقتهم والخلوص بالنتيجة التي هي ترجيح القول الراجح بدليله على غيره.
السؤال
أيهما أفضل ليكون لي عمدة في التفقه كتاب (زاد المستقنع) أم (دليل الطالب)؟ وإذا كان الجواب هو (الزاد) فهل أختار (الشرح الممتع) أم (الروض المربع)؟
الجواب