العدل والتسوية بين الأولاد واجب، فإذا كان الأب يَتطلَّع أن يكونوا في بره سواء فليعاملهم على السواء، سواء كان في المال أو في التعامل بالرفق واللين والتواضع والحنو على الأولاد، فيعاملهم سواء ليكونوا في بره سواء، وهناك أمور قلبية لا يملكها الإنسان، وقد يكون بعضها ناشئًا من تعامل الابن مع أبيه، فيميل إليه أكثر؛ لأن الابن يميل إلى والده أكثر ويبره أكثر، هذه أمور لا يملكها الإنسان، فتكون من الميل القلبي الذي لا يملكه الإنسان، وفيه «اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك» [أبو داود: 2134]، وإن كان هذا أصله في الزوجات لكن يبقى أن حسن التعامل من الابن يُعطي مردوده في حسن التعامل من الأب مع ابنه. وليحرص الأب بقدر استطاعته أن يعدل حتى في القُبلة بين أولاده، وحتى في النظرة؛ لأن لديهم إحساسًا ولديهم مشاعر، يتأثرون بأدنى حركة من أبيهم، ويكون في نفوسهم على أبيهم وعلى إخوانهم، وكم رأينا من العداوات بين الإخوة بسبب تفريق الآباء، فليتق الله الآباء وليعدلوا بين أولادهم، لاسيما فيما يظهر ويكون له أثر على الأبناء؛ ليكونوا له في البر سواء، وليعيشوا حياة آمنة مطمئنة في مجتمع متحابين متوادِّين، والله المستعان.
السؤال
هل يُطالَب الأب بالعدل بين أولاده في التعامل أو أن ذلك خاص بالمال؟
الجواب