إذا كان بيتك يكفيك ويكفي أسرتك معك، والأسرة -كما تقول- مكوَّنة من زوجة وابن صغير فالخروج إلى بيت أكبر من هذا زيادةٌ في الترف، لا سيما إذا كان يترتب عليه التزامات مالية وديون ودخلك محدود -كما تقول-، فلا يجوز لزوجتك أن تطالبك بما يشق عليك، ولو تأملَتْ في الواقع لكان تكليفك من قبلها بهذا المطلب ضرر عليها وعلى ولدها، ولو اقتنعتْ بهذا البيت الكافي وحمدتِ الله -جل وعلا- على هذه النعمة، وتذكرتْ أن كثيرًا من المسلمين لا يملكون ما يؤويهم ويقيهم من حرِّ الشمس وشدة البرد، لحمدتِ الله -جل وعلا- على هذه النعمة وشكرتْه، واقتنعتْ. وجاء في الحديث الصحيح الأمر بأن ننظر إلى مَن دوننا في أمور الدنيا؛ لأن ذلك أجدر ألَّا نزدري نعمة الله علينا [مسلم: 2963]، فهذا يرده العقل والنقل، وكونها تطلب وتُكلِّفك ما يشق عليك، بحيث تُكلِّف وتُحمِّل نفسك ديونًا أنت في غنىً عنها، فمردود ذلك سلبي عليك وعلى زوجتك وطفلك، فعليها أن تراجع نفسها، والله أعلم.