أولًا على السائل في هذه الأوقات الشريفة التي تُضاعَف فيها الأجور وتُعظَّم ألَّا يتأخر؛ لأنه جاء في الحديث الصحيح أن «مَن قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» [الترمذي: 806 / ويُنظر: أبو داود: 1375]، «قام مع الإمام» ومِن مقتضى هذا القيام أن يكون معه مِن أول صلاته فلا يفوته شيء؛ ليحصل له هذا الوعد بأن يُكتب له قيام ليلة كاملة، لكن إذا تأخَّر لظرف من الظروف أو نازعتْه نفسه وبقي في مكانه حتى وصل إلى هذا الحد، لكن كيف تأخَّر؟ هل صلى الفريضة ثم خرج من المسجد؟ أو صلى الفريضة في بيته وجلس في مكانه حتى صلى الناس ما كُتب لهم من قيام، ثم جاء في آخر ركعة؛ لأنه يقول: (تبيَّن أن الإمام في ركعة الوتر)؟ الاحتمال الأقوى أنه ما جاء إلى المسجد إلا في هذا الوقت، وهناك احتمالات أخرى أنه صلى في مسجد آخر وقال: إن لديه موعدًا في بيته مثلًا، أو عنده زيارة لأحد، أو مناسبة، ثم صلى الفرض؛ لئلا تفوت، وقال: أُصلي التراويح عند البيت لأُدرك الموعد... المقصود أنه على أي حال وعلى أي عذر ينبغي للإنسان ألَّا يُفرِّط في هذه اللحظات. وعلى كل حال السائل يقول: (هل لي أن أترك السلام مع الإمام، وأقوم وآتي بركعة، ثم أُسلِّم)؟ نعم لك ذلك؛ لتصلي بعد هذه التسليمة ما كُتب لك من قيام، وتأتي بما فاتك من صلاة التراويح، ثم بعد ذلك توتر؛ ليكون آخر صلاتك بالليل وترًا، والله أعلم.
السؤال
دخلتُ مع الإمام وأنا أُريد صلاة التراويح، وقد تأخرتُ، فتبيَّن أن الإمام في ركعة الوتر، فهل لي أن أترك السلام مع الإمام وأقوم وآتي بركعة، ثم أُسلِّم، ثم أُكمل ما فاتني من صلاة التراويح، ثم آتي بالوتر؟
الجواب