(الموافقات) للشاطبي كتاب عظيم ونفيس، يُفاد منه لا سيما في الأبواب التي يَندر وجودها في غيره كالمقاصد، وهو في جميع أركانه الخمسة في غاية النفع لطالب العلم، ولا يقال للمبتدئ مثل هذا الكلام، لكن ينتفع منه العالم والطالب المتمكِّن، فيُنصح بقراءته والعناية به.
وقد طُبع لأول مرة في تونس سنة ألف وثلاثمائة واثنين للهجرة، وهذه الآن طبعة نادرة جدًّا، ثم طُبع منه جزء في قازان، ثم طُبع في المطبعة السلفية لمحب الدين الخطيب سنة ألف وثلاثمائة وواحد وأربعين للهجرة، وعليها تعليقات للشيخ محمد الخضر حسين، والشيخ محمد حسنين مخلوف، تعليقات لكنها ليست كثيرة، ثم طُبع بتعليق وتحقيق -ويمكن أن يقال: شرح- للشيخ عبد الله دِرَاز، وهذه الطبعة نفيسة جدًّا، وتعليقات الشيخ عبد الله دِرَاز فيها جودة ومتانة ونفع، ثم طُبع الكتاب مرارًا في المطابع الحديثة، وأحسنها وأجودها ما حقَّقه الشيخ أبو عبيدة مشهور بن حسن بن سلمان، فيوصى بها ويستفاد منها، وهي مخدومة بالفهارس والتعليقات وتخريج الأحاديث، وهذه مما يميزها؛ لأن مَن علَّقوا على الكتاب في الطبعات السابقة ليست لهم عناية بالحديث.