الصلاة في المكان المظلم أو في الضوء الخافت جدًّا لا شك أنها أولى من المكان الذي فيه النور؛ ولهذا فُضِّلت صلاة الليل على صلاة النهار؛ لأن الظلام يحصر الذهن، ويجمع الفكر بحيث لا يتشتت فيما يراه، فمثل هذا مما يُعين على الخشوع واجتماع القلب، وجاء في الصحيح من حديث عائشة –رضي الله عنها- أنها قالت: "كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاي في قبلته، فإذا سجد غمزني، فقبضتُ رجليَّ، فإذا قام بسطتهما"، قالت: "والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح" [البخاري: 382]، ولا شك أن الظلام أو ما يقرب منه من النور الضعيف يَحصر الذهن فلا يتشتت من قوة النور أو من كثرة ما يرى أو يُقلِّب بصره فيه، فالظلام أولى من النور، وكذلك ما يقرب منه من النور الضعيف، حتى إن بعضهم استحب تغميض العينين بالنسبة للمصلي؛ لأنه أجمع للذهن، فلا يتشتت ويتفرَّق نظره فيما يصل إليه، مع أن تغميض العينين منصوصٌ على كراهته عند جمعٍ من أهل العلم؛ لأن فيه مُشابهة لليهود، قالوا: إن اليهود يُغمضون أعينهم إذا قاموا في صلاتهم، وعلى كل حال اجتماع القلب والذهن وجمعه على ما هو بصدده وإقباله على الله في صلاته هذا لا شك أنه مطلوب، وهو لُب الصلاة الذي هو الخشوع.
السؤال
هل تجوز الصلاة في مكانٍ مُظلم أو على ضوءٍ خفيفٍ جدًّا؛ وذلك لأني أصلي قيام الليل في غرفةٍ يوجد فيها أُناسٌ نائمون، فلا أُحب أن أزعجهم بالضوء؟
الجواب