الأعمال التي يفعلها الحاج يوم النحر الذي يحصل فيه التحلل: رمي جمرة العقبة، وهو تحية منى وأول ما يُبدأ به، وهو أول ما بدأ به النبي -عليه الصلاة والسلام-، ثم الحلق أو التقصير، ثم طواف الإفاضة والسعي إن لم يكن سعى بعد طواف القدوم، وذبح الهدي، ويزيد المتمع سعيًا بعد طواف الإفاضة.
وترتيب هذه الأعمال: الرمي، فالذبح، فالحلق أو التقصير، ثم الطواف والسعي، وهذا هو الأفضل؛ تأسيًا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ومَن قدَّم شيئًا على شيء من هذه الأعمال فقد سُئل النبي -عليه الصلاة والسلام- من حيث الجواز عن التقديم والتأخير وقال في جميع ذلك: «لا حرج لا حرج» [البخاري: 83].
أما ما يحصل به التحلل الأول والثاني فأولًا: الذبح لا يتعلَّق به تحلل، فيبقى الثلاثة: الرمي، والحلق، والطواف والسعي، هذه ثلاثة أشياء، فمَن يقول: الحلق نُسُك، يقول: التحلل الأول يكون باثنين من هذه الثلاثة، ومَن يقول: الحلق ليس بنُسك، يكون التحلل بواحد، وهو أول ما يُفعَل كالرمي –مثلًا-، ثم يتحلل إذا كان الحلق ليس بنُسك عنده. والمرجَّح أنه من النسك، وحينئذٍ لا يحصل التحلل الأول إلا باثنين، وليكن الرمي والحلق، أو الرمي والطواف، أو الطواف والحلق، وهكذا، فإذا فعل اثنين من ثلاثة حلَّ التحلل الأول، وحينئذٍ يحلُّ له جميع ما مُنِع منه إلا النساء، ثم إذا فعل الثالث فإنه يحلُّ له كل شيء حتى النساء، والله أعلم.