لا شك أنه تشاؤم؛ لأن الشهور والأيام لا تأثير لها في الحوادث، وقد جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم– قال: «لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر» [البخاري: 5707 / ومسلم: 2220]، وكانوا يتشاءمون في شهر صفر، فنفاه النبي –عليه الصلاة والسلام- بهذا الحديث، وكانوا يتشاءمون في تزويج أبنائهم وبناتهم في شوال، فنفتْ ذلك عائشة –رضي الله عنها-، وذكرتْ أنها تزوجتْ في شوال، وأي النساء حظُّها أفضل من حظِّ عائشة من رسول الله –صلى الله عليه وسلم–؟ وما كانت تُزوِّج البنات اللاتي لها عليهنَّ كلمة –لا أقول: ولاية- لكن لها عليهنَّ نوع سلطة، كانت تزوجهنَّ في شوال.
فالأيام والليالي والشهور والدهور لا علاقة لها بالحوادث، فالتشاؤم بهذه الشهور والأيام أو الطيور كالهامة –مثلًا- ونحوها لا يجوز، وهذا نوع شرك، فـ«الطيرة شرك» [أبو داود: 3910] كما جاء في الحديث، والله أعلم.