المقرَّر عند جماهير أهل العلم أن الجنب لا يقرأ القرآن، وله أن يقرأ بعض آية بدليل أنه يقول: (بسم الله الرحمن الرحيم)، وهي بعض آية في سورة النمل، فإذا وافق الذكرُ الذي في أذكاره ما في القرآن مثل: التسمية التي ذكرناها، ومثل: قوله إذا أصيب بمصيبة: (إنا لله وإنا إليه راجعون)، فلا مانع من أن يقرأها على أنها ليست من القرآن، فلا يقرأها بنية التقرب بالقرآن، وأن له بكل حرف عشر حسنات، وإنما يقرؤها على أنها ذِكرٌ مطلق. وأجاز بعضهم قراءة مثل هذه الأمور، مثل ما يرد من الآيات والسور القصار كآية الكرسي والمعوذتين وغيرهما حال الجنابة؛ لأنه لم يقصد بذلك التلاوة، ولكن الصحيح أنه لا يقرأ شيئًا من ذلك إلا ما ذُكر مما يوافق القرآن من الجُمل التي تواجهه، لا سيما وأنها ليست بآيات كاملة، وإنما هي بعض آية، كقوله: (بسم الله الرحمن الرحيم)، وكقوله حال المصيبة: (إنا لله وإنا إليه راجعون)، وهكذا، فعامة أهل العلم على أن الجنب لا يقرأ القرآن، والذي يوافق من القرآن بعض الأذكار ولا يكون آية كاملة، مثل: التسمية في المواطن التي تُستحب فيها التسمية، ومثل: الاسترجاع عند المصيبة، فله أن يقوله، فمثل هذا لا يُعدُّ قرآنًا، وإنما هو في حقيقته من الذكر، فلا يقرؤه بنية التلاوة، والله أعلم.
السؤال
هل تجوز قراءة الأذكار والأوراد في حال كان الشخص على جنابة، حيث يكون في الأذكار سور قصار من القرآن الكريم، فيقرؤها دون مسِّ المصحف، وإنما باللفظ فقط؟ وفَّق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
الجواب