أما بالنسبة (للمنهاج) للنووي، إن كان يقصد به (المنهاج) الفرعي الذي هو متن من متون الشافعية، واقترانه بـ(مختصر خليل) و(الهداية) يدل على هذا؛ لأن السائل كأنه يريد مختصرات في الفقه على المذاهب الأربعة، فهو يعرف ما يتعلَّق بالمذهب الحنبلي، ويسأل عن المذاهب الأخرى، وإن كان يقصد بـ(المنهاج) شرح (مسلم) فاسمه (المنهاج) للنووي، والذي يظهر ويغلب على الظن أنه يريد المتن الفقهي.
بالنسبة للتحقيقات، فهذه الكتب طُبعتْ طبعات قديمة، ولا أعرف لها تحقيقات يعني: مقابلة نسخ وكذا، لكن فيها نسخ صحيحة، فالتي مع (مغني المحتاج) من (المنهاج) متقنة، و(مختصر خليل) الذي مع (شرح الحطَّاب) جيد، و(الهداية) مع شرح ابن الهمام (فتح القدير) أيضًا ممتاز، أعني: المتن.
وهذه الشروح يُنصح طالب العلم ألَّا يأخذها مجرَّدة، فقد يفهم (المنهاج)، وقد يفهم (الهداية)، لكن (مختصر خليل) أشبه ما يكون بالألغاز، فعليه أن يأخذ هذه الشروح التي أشرتُ إليها، فإن أخذ مع (المنهاج) شرحه (مغني المحتاج) فالمتن موجود، والشرح موجود، وإذا أشكل عليه شيء يُراجعه، وهو شرح مشهور ومتداول، وأيضًا (شرح الحطَّاب على خليل) شرح نفيس، وفيه استدلال، وفيه أيضًا قوة، وأما (الهداية) فإنها تُؤخذ مع شرحها (فتح القدير) لابن الهمام.