السؤال
من المعلوم أن جمهور العلماء يقولون بأن من ترك الحج تكاسلًا مع إقراره بوجوبه أنه لا يخرج من الإسلام، فما أحسن الأجوبة عن قوله تعالى: {وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}، والإجابة عن أثر عمر -رضي الله عنه- "ما هم بمسلمين" [سنن سعيد بن منصور، بواسطة تفسير ابن كثير: 2/85]، وحديث: «مَن ملك زادًا وراحلةً تُبلِّغه إلى بيت الله ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهوديًّا أو نصرانيًّا» [الترمذي: 812]؟
الجواب
الحج ركن من أركان الإسلام بالإجماع، وجاء فيه الوعيد الشديد في الآية {وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97]، وجاء في الحديث، والكلام فيه كثير لأهل العلم، حتى أدخله ابن الجوزي في (الموضوعات)، ولا يصل إلى حدِّ الوضع، بل بشواهده قد يقبل التحسين عند بعضهم.
المقصود أن شأن الحج عظيم، ومن أهل العلم -وهو رواية في مذهب الإمام أحمد، وقول لبعض أصحاب مالك- مَن يرى أنه يكفر بترك الحج كتارك بقية الأركان، فالأمر عظيم.
وهذه نصوص وعيد، ومعلوم عند أهل العلم أن نصوص الوعيد تُمَر كما جاءت؛ لأنها أبلغ في الزجر، لا سيما على قول الجمهور الذين يرون أنه لا يكفر كسائر الأركان، ماعدا الشهادتين اللتين لا يدخل الإسلام إلا بهما، والصلاة والمرجَّح أن تاركها كافر، والنصوص في هذا صحيحة صريحة.