(شرح علل الترمذي) للحافظ ابن رجب -رحمهما الله- منذ أن ظهر الكتاب وأنا عنايتي به من خلال طبعة نور الدين عِتر، وكون الإنسان يرجع إلى أكثر من طبعة هذا عندما يعترضه ما يقتضي ذلك من استغلاق العبارة، أو يغلب على ظنه أنه خطأ؛ لكون الكلام لا يستقيم، فيرجع إلى الطبعات الأخرى.
واقتناء الطبعات كلها في كل ما يحتاج إليه طالب العلم مهم جدًّا، لكن دونه خَرْط القَتاد، فأنا ممن يُعنى بجمع الطبعات في الكتب القديمة بطبعاتها القديمة، لكنها مُرهقة، تحتاج إلى جهد كبير لتحصيلها، وتحتاج مع ذلك إلى متابعة في البحث، وتحتاج إلى مكان واسع، وتحتاج إلى دعم ماديٍّ قوي، ومع ذلك فلو وجد من أحد الكتب طبعة ثانية ليس فيها مزيد على الطبعة الأولى إلا تصحيح جملة واحدة، فإنها لو صُحِّحتْ هذه الجملة بطريقة يستقيم بها الكلام المطلوب فإنها تكفي، وتكون قيمة هذه الطبعة قد وصلتْ.
فكون طالب العلم يقتني الطبعات، لا سيما من بعض الكتب التي هو بأمسِّ الحاجة إليها، مما لا تشتمل على أجزاء كثيرة، فما يضره أن يجمع في (شرح علل الترمذي) عشرة مجلدات -مثلًا- تحوي جميع طبعات الكتاب، لكن (فتح الباري) -مثلًا- طُبع عشر مرات، فصعب أن يجمع مائتي مجلد، وقل مثل هذا في كتب التفسير الكثيرة، أو كتب الشروح، فهذه يصعب على طالب العلم أن يجمعها، لكن الكتب التي حجمها صغير بإمكانه أن يجمع طبعاتها؛ من أجل أن يراجع الطبعات الأخرى إذا وقف على خطأ في الطبعة التي بين يديه، والتي يعتني بها.