أما بالنسبة لكتب السنة فخدمتها في قراءتها، وإقرائها، وتدريسها، وبيان ما اشتملتْ عليه من مباحث إسناديَّة ومتنيَّة رواية ودراية، وأيضًا الاهتمام بحفظها، وتحفيظها، والاستنباط منها، وقل مثل هذا في كتب التفسير، وبيان المخالفات التي اشتملتْ عليها شروح الأحاديث، وكتب التفسير، من المخالفات في الاعتقاد، وهذا موجود مع الأسف في كثير من كتب التفسير، وفي كثير من شروح الحديث، لكنها كتب نافعة يُستفاد منها، على أن يكون القارئ على خبرة ودراية بهذه المخالفات؛ ليتقيها ويجتنبها.
المقصود أن خدمة السنة في قراءتها، وإقرائها، وحفظها، وتحفيظها، والاستنباط منها، والتصحيح والتضعيف، وغير ذلك من المباحث المتعلَّقة بها، وكتب التفسير كذلك تُقرأ وتُعلَّم، لا سيما الكتب الموثوقة التي كتبها أهل التحقيق من العلماء.
وإذا حصل مقابلة لبعض كتب السنة من حيث الروايات المختلفة، ومن حيث النسخ والطبعات المتعدِّدة؛ ليُتوصل إلى اللفظ الصحيح الذي هو أقرب إلى مراد المؤلِّف، فهذا أيضًا عمل جليل؛ لأن الاعتماد على نسخ دون لا شك أنه يترتب عليه أن يُعتنى بالخطأ، ثم بعد ذلك يصعب تصحيحه، لكن إذا قُوبلتْ هذه النسخة على نسخ أخرى مخطوطة ومطبوعة، وعلى روايات أخرى، انكشف الأمر وانجلى الغموض.