أولًا: قراءة الورد اليومي، مَن جلس في مصلاه بعد صلاة الصبح إلى أن تنتشر الشمس، فإنه يقرأ الورد اليومي من القرآن بالراحة، فإذا كان المقرَّر أن يُختم القرآن في سبع كما أوصى النبي -عليه الصلاة والسلام- عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-: «اقرأ القرآن في سبع» [البخاري: 5054]، فالجلوس إلى انتشار الشمس بعد صلاة الصبح في كل يوم كفيل بأن يُقرأ القرآن ويُنهى الورد والحزب اليومي في هذا الوقت، من غير زيادة ومن غير انقطاع عن عمل، فإنه لا يصدُّ عن عمل، ولا عن أيِّ أمر من أمور الدين أو الدنيا.
وأما حفظ المقرَّر منه ومراجعته، فهذا يُفرض له من سنام الوقت، في وقت آخر غير هذا، وإن جُعل الحفظ بعد صلاة الصبح؛ لقلة المشاغل والارتباطات والذهن مازال منحصرًا، فهو جيد، ويُنظر للورد اليومي وقت آخر، وإن جُعل الحفظ قبل صلاة الصبح وفي آخر الليل، فهو أجود، وتكون قراءة الحزب المقرَّر يوميًّا بعد صلاة الصبح -كما قدَّمنا-.
ثم بعد ذلك يُنظر في العلوم الأخرى، والوقت فيه بركة لمن استغله، ففي مثل هذه الأيام مَن جلس في مصلاه من صلاة الصبح إلى الساعة السابعة، فعنده وقت طويل يستطيع أن يوفِّق فيه بين كثير من الأمور، إضافة إلى الأوقات الأخرى، فالوقت مبارك لمن استغله، فعلى طالب العلم وطالبة العلم التسديد والمقاربة والموازنة، والنظر في جميع الواجبات على حدٍّ سواء.