إذا وصلتَ إلى ما وصل إليه ابن باز فافعل ذلك، فالدعوة إلى التفقُّه من الكتاب والسنة في البداية لطالبٍ مبتدئ لا شك أنها تضييع لهذا الطالب، كما أن مطالبة الطالب المبتدئ بالعمل بقواعد المتقدِّمين في الحديث، ونبذ قواعد المتأخِّرين، كذلك تضييع، فلا بد أن يبدأ طالب العلم بالتفقُّه على متنٍ معتمدٍ في بلده، ومتداولٍ بين شيوخه، ويتصوَّر المسائل، ويحفظها إن كانت الحافظة تُسعِف، ويستدل لهذه المسائل، ثم بعد ذلك إذا انتهى من هذه العَرضة رجع عليه مرة أخرى، فقارن آراء المؤلِّف بأقوال غيره، واستدل للموافِق والمخالِف، وإذا انتهى من هذا المتن صار فقيهًا، وتولَّد لديه فقه نفس، واستطاع أن يفهم بقية الكتب، ثم بعد ذلك إذا أراد أن يترك، وعمل بهذه النصيحة، وقد انتهى من هذا المتن وكرَّ عليه مرارًا على الطريقة التي ذكرناها فلا بأس، ولنا أشرطة في كيفية التفقُّه، وفي كيفية طلب علم الحديث، وفي كيفية طلب علم التفسير، وكلها موجودة، ولله الحمد.
السؤال
ما رأيكم بمَن يقول: (على طالب العلم أن يُقبِل على كتب الحديث، أما كتب الفقه فيستعين بها فقط على ما أَشكل، دون الإقبال عليها، كما نُقل عن الشيخ ابن باز أنه كان يفعل ذلك)؟
الجواب