السؤال
الدروب التي سلكتُها كانت طويلة وموغلة في الوحشة، كلُّ شيء كان يدخل في منفاه، حتى أنا دخلتُ في المنفى، وتُهتُ في صحرائه، الزمن الذي عشتُه كان زمنًا حزينًا بكلِّ ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، الحزن كان السمة الغالبة على زمني وأيامي وعلاقاتي، لا أَعرف عن ماذا كنتُ أبحث، كلُّ ما أعرفه أنني دخلتُ في قلقي الأبدي، ورحتُ أُفكِّر بوجودي، بحقيقتي، بنسياني، بضياعي، لم تَعُد لي رغبة بمتابعة أيِّ شيء، فقدتُ الرغبة في الدراسة، وكدتُ أُمزِّق كلَّ شيء، وأَركن إلى إخفاقي، وحيدة أنا منذ اللحظة الأولى، من 31 / 12 / 1984م حتى هذه اللحظة وحيدة، وحيدة، أين أنتم يا مَن أتيتم بي إلى هذا الوجود: أمي أبي؟ إخوتي أصحابي؟ ولا شيء سوى دموعي التي أُسدلها منديلًا أُضمِّد به جراحي.
ولدتُ في بيت كلُّ ما فيه يَشيء بالكآبة والحزن والبؤس، الناس والأصدقاء والجدران، كلُّ ذلك كان يحملني إلى حزني وقلقي وكآبتي، لم أكن أَعرف أيَّ طريق سأسير عليه بأقدام حافية من الحلم، هل أنا وحدي التي أُوغل في جهلي؟
لا أحد يُدرك تفكيري، ولا أحد يمكنه الغوص في أعماق نفسي؟ كنتُ أشعر دومًا برغبة للانزواء والانطواء في غرفتي، كلُّ شيء في بيتنا كان يقف كالصخرة الصماء في وجهي منذ الابتدائية وحتى الجامعة، لم أُعوَّد أسلوب التعارف على الآخرين، إلا أنه في النهاية تَحوَّل إلى جزء من شخصيتي، فأنا لم أَعد أَميل للاختلاط بأحد، كنتُ أُفضِّل أن أبقى وحيدة، كنتُ أَكتم كلَّ ذلك في ذاتي، حتى أصبحتْ جمرةُ الكتمان بحجمي أنا، فرحتُ أحترق، إلى أين أتوجَّه ولا جهة تسمع صوتي؟ كان نفوري من كلِّ شيء نتيجة ما أنا فيه، فكنتُ ما أَلبث أن أَعود للبيت حتى أدخل في زنزانتي الوحيدة.
أنا الآن كتلة إنسانية يتجاذبها اليأس، ولا تجد مستقرًّا تقف عنده، يلاحقني الشقاء والحزن، ولا أجد سبيلًا للخلاص من ضرباته الموجعة، أيُّ زمن هذا الذي أنا فيه؟! يسلبني كلَّ شيء سوى المرارة والأسى، أَكتب على صفحاته السوداء آلام أيامي، وأنا وحيدة، وكنتُ أتساءل دومًا: هل أنا الوحيدة التي تتعثَّر بها الأيام؛ لتقذف بها في فلوات لا نهاية لها؟
لا أدري، فقد أصبحتْ نفسي غرفة زجاجية تَشِفُّ عن ألم لا نهاية له، كنتُ أتأمل الآخرين وهم يضحكون فأحسدهم وأنا أبحث في نفسي عن بقايا ابتسامة.
أتمنى أن تكون فكرتي قد وصلتْ إليكم، فهل بإمكانكم مساعدتي؟ أتمنى ذلك.
ولدتُ في بيت كلُّ ما فيه يَشيء بالكآبة والحزن والبؤس، الناس والأصدقاء والجدران، كلُّ ذلك كان يحملني إلى حزني وقلقي وكآبتي، لم أكن أَعرف أيَّ طريق سأسير عليه بأقدام حافية من الحلم، هل أنا وحدي التي أُوغل في جهلي؟
لا أحد يُدرك تفكيري، ولا أحد يمكنه الغوص في أعماق نفسي؟ كنتُ أشعر دومًا برغبة للانزواء والانطواء في غرفتي، كلُّ شيء في بيتنا كان يقف كالصخرة الصماء في وجهي منذ الابتدائية وحتى الجامعة، لم أُعوَّد أسلوب التعارف على الآخرين، إلا أنه في النهاية تَحوَّل إلى جزء من شخصيتي، فأنا لم أَعد أَميل للاختلاط بأحد، كنتُ أُفضِّل أن أبقى وحيدة، كنتُ أَكتم كلَّ ذلك في ذاتي، حتى أصبحتْ جمرةُ الكتمان بحجمي أنا، فرحتُ أحترق، إلى أين أتوجَّه ولا جهة تسمع صوتي؟ كان نفوري من كلِّ شيء نتيجة ما أنا فيه، فكنتُ ما أَلبث أن أَعود للبيت حتى أدخل في زنزانتي الوحيدة.
أنا الآن كتلة إنسانية يتجاذبها اليأس، ولا تجد مستقرًّا تقف عنده، يلاحقني الشقاء والحزن، ولا أجد سبيلًا للخلاص من ضرباته الموجعة، أيُّ زمن هذا الذي أنا فيه؟! يسلبني كلَّ شيء سوى المرارة والأسى، أَكتب على صفحاته السوداء آلام أيامي، وأنا وحيدة، وكنتُ أتساءل دومًا: هل أنا الوحيدة التي تتعثَّر بها الأيام؛ لتقذف بها في فلوات لا نهاية لها؟
لا أدري، فقد أصبحتْ نفسي غرفة زجاجية تَشِفُّ عن ألم لا نهاية له، كنتُ أتأمل الآخرين وهم يضحكون فأحسدهم وأنا أبحث في نفسي عن بقايا ابتسامة.
أتمنى أن تكون فكرتي قد وصلتْ إليكم، فهل بإمكانكم مساعدتي؟ أتمنى ذلك.
الجواب
القلق والوحشة والغربة سببها البُعد عن الله -عزَّ وجلَّ-، والغفلة عن ذكره، وشكره، وحمده، واللَّهج بذلك: أن خلقك مسلمًا لا كافرًا، سويَّ الخِلقة من غير تشويه، عاقلًا مُدركًا لا مجنونًا، فعليك أن تُكثر من الذِّكر، وتلاوة القرآن وتدبُّره وترتيله، {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، وبهذا -إن شاء الله- يزول ما ذُكر في السؤال، مع صدق اللَّجأ إلى الله -عزَّ وجلَّ- والانكسار بين يديه، والله المستعان.