اختلف أهل العلم في المراد بالحرف في قوله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول {الم} حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف» [الترمذي (2910)]: هل المراد به حرف المعنى أو حرف المبنى؟ وإذا قلنا: إن المراد به حرف المعنى سيكون المراد بالحروف الكلمات، وسيكون الأجر المترتب على القراءة أقل بكثير من الأجر المترتب على اعتبار حروف المبنى؛ لأنه لا يتجاوز الثلث تقريبًا، لأن كلمات القرآن تزيد على سبع وسبعين ألف كلمة، وحروفه ثلاثمائة ألف حرف، والخلاف في نوعية الحرف الوارد في الحديث معروف بين أهل العلم، وكثير منهم يرى أن المراد به حرف المعنى، ولذا قال: «لا أقول: {الم} حرف، ولكن ألف حرف»، ولم يقل: (أ) حرف، وقد نصر هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ورأى كثير من أهل العلم أن المراد بالحرف في الحديث حرف المبنى، وهذا هو اللائق بفضل الله جل جلاله، وثقتنا بفضل الله جلا وعلا أعظم من ثقتنا بعلم شيخ الإسلام وإن كان إمامًا.