قال الخليل بن أحمد الفراهيدي -وهو من أوائل من صنَّف في اللغة-: «الأثَرُ بقيّة ما تَرَى من كلِّ شيءٍ وما لا يُرى بعدما يبْقَى عُلْقَةً» [العين (8/236)]، وقال تعالى: {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4] أي: بقيَّةِ علم، يقالُ: أثارةُ لبنٍ أي: بقيَّةُ ما في الإناءِ ولو كان يسيرًا، وما لا يُرَى بعدما تبقى عُلْقة تدل عليه، والأَثْرُ مصدر قولك: أَثَرْتُ الحديث آثُرُهُ إِذا ذكرتَهُ عن غيرك، وحديث مأْثور أَي: يُخْبِرُ الناسُ به بعضُهم بعضًا، وينقله خلفٌ عن سلفٍ [لسان العرب (4/5)].
والأَثَرُ بالتحريك ما بقي من رسْمِ الشيء، وسننُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم آثارُهُ؛ لأنها بقيت بعده ويُنسَب من يعتني بها إليها، فيقال: أثري، إذا كان له عناية بالأثر، قال الحافظ العراقي [التبصرة والتذكرة في علوم الحديث (ص: 93)]:
يَقُوْلُ رَاجِي رَبّهِ المُقْتَدِرِ عَبْدُ الرَّحيمِ بنُ الحُسيْنِ الأَثَريْ
قال أبو هلال العسكري في كتابه (الفروق اللغوية): «الفرق بين الأثر والعلامة أنَّ أثر الشيء يكون بعده، وعلامته تكون قبله، تقول: الغيوم والرياح علامات المطر، ومواقع ومدافع السيول آثار المطر» [الفروق (1/15)].