إمامة الصبي المميِّز صحيحة على القول الصحيح كما جاء في الحديث الصحيح عن عمرو بن سلمة –رضي الله عنه- قال: "انطلق أبي وافدًا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نفرٍ من قومه، فعلَّمهم الصلاة، وقال: "يؤمكم أقرؤكم" فكنتُ أقرأهم -عمرو بن سلمة كان أقرأهم وهو صبي- لِما كنتُ أحفظ، فقدَّموني، فكنتُ أؤمهم وعلي بردة لي صغيرة صفراء، فكنتُ إذا سجدتُ تكشَّفتْ عني..." إلى آخر الحديث، المقصود أنهم قدَّموه وهو يؤمهم وهو ابن سبع سنين أو ثماني سنين [أبو داود: 585]، فإمامة الصبي المميِّز لا بأس بها، وهي صحيحة إذا جاء بها على وجهها تامة بقراءتها وسجودها وركوعها بالطمأنينة المشترطة التي هي أحد أركان الصلاة، أما إذا كان هذا الصبي -كما جاء في السؤال- لا يستطيع أن يُدرَك لا في قراءةٍ ولا في ركوعٍ ولا سجودٍ، ولا يطمئن في صلاته، فصلاته غير صحيحة فضلًا عن إمامته؛ لأن هذه أركان من أركان الصلاة، لكن قد يركع ويسبِّح واحدة، ويسجد ويسبِّح واحدة، فتكون صلاته بالنسبة له صحيحة، لكن لمَن خلفه ممن لا يُدرِك الركوع ولا السجود تفوته الطمأنينة، والطمأنينة لا شك أنها من أركان الصلاة، وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- المسيء في صلاته أن يعيد الصلاة؛ لأنه لا يطمئن فيها، ولذلك أكَّد النبي -عليه الصلاة والسلام- على الطمأنينة في جميع الأركان: «ثم اركع حتى تطمئن راكعًا...ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا...» إلى آخر الحديث [البخاري: 757]، فالطمأنينة لا بد منها، فإذا أخلَّ بها الإمام أو المأموم لم تصح صلاته.
Question
يدخل بعض الأشخاص الكبار المسجد بعد انتهاء صلاة الجماعة الأولى، ويكون هناك بعض الصغار والأحداث يصلون، ولكن لا تستطيع أن تُدركهم لا في قراءة ولا في ركوع وسجود؛ لسرعتهم وعدم طمأنينتهم في الصلاة، فهل في هذه الحالة يصلي الداخل معهم، أم يقيم صلاته لوحده، وقد يَلحق به شخصٌ آخر أو يبقى منفردًا؟
Answer