في (تفسير البغوي): ({وَهُوَ يُجِيرُ} أي: يُؤمِّن من يشاء {وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ} [المؤمنون: 88] أي: لا يُؤمَّن مَن أخافه الله، أو يَمنع هو من السوء من يشاء، ولا يَمنع منه مَن أراده بسوء).
وفي (تفسير الطبري): (قوله: {وَهُوَ يُجِيرُ} مَن أراد ممَّن قصده بسوء، {وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ} يقول: ولا أحد يمتنع ممن أراده هو بسوءٍ فيدفع عنه عذابه وعقابه).
وعلى كل حال كلام المفسرين كله يدور حول هذا، {يُجِيرُ} أي: يَمنع، {وَلا يُجَارُ} أي: لا يُمنع منه، وهكذا، وبعض المفسرين كابن عاشور صاحب (التحرير التنوير) قال: (معنى {يُجِيرُ}: يُغيث ويمنع من يشاء من الأذى، ومصدره الإجارة، فيُفيد معنى الغلبة، وإذا عُدِّي بحرف الاستعلاء أفاد أن المجرور مغلوبٌ على ألَّا يُنال المُجار بأذى، فمعنى {لا يُجَارُ عَلَيْهِ}: لا يستطيع أحدٌ أن يمنع أحدًا من عقابه، فيُفيد معنى العزة التامة. وبُني فعل {يُجَارُ عَلَيْهِ} للمجهول؛ لقصد انتفاء الفعل عن كل فاعلٍ، فيُفيد العموم مع الاختصار)، والله أعلم.