{هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185] يقول الإمام الطبري إمام المفسرين: (يعني: رشادًا للناس إلى سبيل الحق، وقصد المنهج. وأما قوله: {وَبَيِّنَاتٍ} فإنه يعني: وواضحاتٍ {مِنَ الْهُدَى} يعني: من البيان الدال على حدود الله وفرائضه، وحلاله وحرامه. وقوله: {وَالْفُرْقَانِ} يعني: والفصل بين الحق والباطل).
{هُدًى لِلنَّاسِ} هذه في أثناء سورة البقرة، وفي أول سورة البقرة {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2]، أو {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ} {فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}، فالوقف على {لا رَيْبَ}، أو على {فِيهِ}، جاء هذا وهذا عن القُرَّاء، وهذه الآية تُرجِّح أن الوقف على {فِيهِ}، فتقرأ: {لا رَيْبَ فِيهِ}، ثم تستأنف: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}، ويُرجَّح ذلك من حيث المعنى أننا إذا قلنا: {فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} ليست كمثل قوله: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}، فعلى القراءة الأولى {لا رَيْبَ} {فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} أن فيه هدىً، وعلى الثانية {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} يعني جميعه وكله هدىً للمتقين، وهذه أولى، وتؤيَّد بالآية الثانية {هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}، والله أعلم.