المراد بالشوى في قوله -جل وعلا-: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} [المعارج: 16] في كلام أهل العلم من المفسرين أن الشوى جمع شواة، وهي من جوارح الإنسان ما لم يكن مقتلًا، يُقال: رمى فأشوى، إذا لم يُصب مقتلًا، فربما وَصَف الواصِفُ بذلك جلدةَ الرأس كما قال الأعشى:
قالَتْ قُتَيْلَةُ: ما لَهُ قَدْ جُلِّلَتْ شَيْبًا شَوَاتُهُ |
|
............................... |
يعني: جلدة رأسه جُلِّلتْ بالشيب الذي هو الشعر الأبيض. وربما وُصِف بذلك الساق، كقولهم في صفة الفَرس:
عَبْلُ الشوى نَهْدُ الجُزارة |
|
........................... |
يعني بذلك: قوائمه. وأصل ذلك كله ما تقدَّم ذكره أنه من الجسم ما لم يكن مقتلًا.
وفي (تفسير البغوي): ({نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} هي الأطراف اليدان والرجلان وسائر الأطراف، قال مجاهد: لجلود الرأس، وروى إبراهيم بن مهاجر عنه: تنزع اللحم دون العظام).
المقصود أن القول الذي يجمعها أنها ما لم تكن من المقاتل، وخصُّوا بذلك من باب التمثيل والتفسير ببعض الأفراد: جلدة الرأس والأطراف، والله أعلم.